لقد نبذنا وحدتنا مع العربية اليمنية بعيد سنوات ثلاث من الاتحاد مباشرة والأكثر عند فرضها بالقوة في صيف 94 م ومرت خطوات إعلان فك ارتباطنا معهم بخطوات فعلية شابها الغموض والسرية بداية فتدرجت لحتى اعلان ثورتنا السلمية ثم تشكيل المقاومة والشروع بالمجابهة والكفاح المشروع، و لم نكن نعلم مابعد صيف 94 المشؤم ولا منذ 2007م عند انطلاق ثورتنا العلنية السلمية المباركة ولا عند غزو عدن وضربه بالطيران في مارس 2015م واعلان مقاومتنا المسلحة، لم يكن لدينا ادنى علم عن قيام عاصفة الحزم من قبل الأشقاء في التحالف العربي ضد طرف الانقلاب الذي تقلد زمام حكم صنعاء. كفاحنا كان مستمر ضد فارضي الوحدة الاجبارية علينا قسراً، ناهبي ثورات وطننا الجنوبي، مهمشي كوادره، مدمري مؤسساته وبناه التحتية. لقد كان من محاسن الصدف ( اذا جاز التعبير ) ان نجد لفيف من الأشقاء في حلف عربي ان وجهوا ضربة عسكرية - للانقلابيين بنظرهم، الغزاة بنظرنا- وكمد فارسي يمس امننا الإقليمي كعرب جميعاً، واستمرينا نكن الحب والولاء للاخوة الاشقاء كونهم من يقودوا التحالف العربي الذي نندرج تحت لوائه.. ومع ان العدو واحد مع اختلاف اساليب المواجهة فاسهم التحالف العربي بشكل كلي في شل قوة العدو الجوية، وتمكنت مقاومتنا الجنوبية من تحقيق انتصارات عريضة تمثلت في سحق مليشيات العدو على الارض ولاسيما في المناطق الجنوبية بداية الامر . بلا ادنى شك اثنا سير العمليات الحربية كان هناك تنسيق وغرف عمليات مشتركة شارك فيها قيادات عسكرية وسياسية جنوبية كبيرة بجانب قيادات التحالف من الاشقاء العرب، كان الغرض الابرز منها هو كسر شوكة العدو والانتصار عليه. وللحقيقة لم تكن هناك مواثيق شراكة لخوض الحرب او تحدد اهداف مابعد الانتصار الا ان لكل طرف اهدافه المرسومة مسبقاً وهي اعادة شرعية حكم الدولة اليمنية عند الأشقاء ، والمضي قدماً لنيل الحرية والاستقلال عندنا كجنوبيين، تشعبت الإحداث و اطراف تحسب على الشرعية بانت نواياها في اطالة امد الحرب وتاخير الحسم، واثبت الطرف الجنوبي حسن نواياه بمشاركة التحالف العربي كقوة قتالية تصنع انتصارات على الأرض حتى ماوراء الحدود داخل الأرضي العربية اليمنية. كما اسلفنا كانت المشاركة تقتصر على الجانب العسكري ولم تتطرق لبحث اي استحقاقات سياسية مابعدها خصوصاً لنا كجنوبيين، فلاتثريب على الاشقاء في التحالف العربي ان استمروا على هدف تدخلهم العسكري لاعادة شرعية اليمن فهذا مبررا لهدفهم الذي فرض تدخلهم الحربي، كذلك نملك كامل الاحقية في الاستمرار بكفاحنا حتى نيل استقلال بلدنا، فليس هناك تعارض ان يعيد التحالف شرعية حكم اليمن بالقضاء على المنقلبين عليه وبين ان نحصل على استقلالنا بفك ارتباطنا عن عربيتهم اليمنية. كما يرى العامة من الشعب الجنوبي ان من الواجب على الأشقاء ان يبدون حسن النوايا كبوادر اعتراف باعادة دولتنا نظير ما قدمناه من قوافل شهداء في قافلة حماية المشروع العربي وكسر المد الفارسي، نرى كذلك كمتنورين ان لايقحم التحالف قضية تحرير الجنوب بدوره في القضاء على الانقلابيين الحوثيين، فلاتوجد ادنى الصلات بين القضيتين، - فك ارتباط شعب و قضا على عصابة انقلاب- الا ان من الأولويات التي بات وان تدخل فيها الاشقاء العرب باليمن بشكل عام فمن الاجدر ان تسهم بفك ارتباط الشعبين والقضاء على مليشيات حوثية تمردت على الحكم. اما اذا اراد الاخوة في الحلف العربي تنفيذ هدفهم الاحادي وهو اعادة الشرعية لحكم اليمن، فليس من مانع امامنا ان نستمر وبكافة الوسائل المتاحة تحقيق هدفنا المنشود وهو نيل الحرية وفك ارتباط شعبنا وجغرافيتنا عن شعب وأراضي العربية اليمنية الشمالية.