انتقل الى رحمة الله تعالى المناضل العقيد عبدالله سعيد قاسم السعيدي صباح يوم الثلاثاء 9 يوليو في مستشفى الجمهورية التعليمي بالعاصمة عدن اثر مرض عضال الم به عن عمر ناهز الثمانون عاما قضى معظمه في خدمة الوطن . الفقيد المناضل عبدالله السعيدي من مواليد العام 1947م في منطقة حطاط مديرية سرار يافع محافظة أبين متزوج واب لسبعه من الأبناء ولدان وخمس بنات ، تربى في اكناف والده وعاش حياة البادية منذ نشأته في رعي الاغنام ، التحق ضمن قوام الحرس الخاص لسلطنة يافع مع السلطان محمد بن عيدروس العفيفي عام 1950م في منطقة الحصن لمدة ثلاث سنوات . اشترك مع الثوار في جبهة ردفان في مواجهة الاحتلال البريطاني عام 1961م وذلك بتشكيل الفرق والمجموعات لضرب قوات الاستعمار البريطاني وشنت المقاومة آنذاك عدة هجمات على إثرها استشهد البطل الشهيد ناجي سعيد عبدالله اليوسفي حيث أصيب العشرات من الثوار فيما كانت الطائرة تقصف مواقع الثوار آنذاك ، عاد بعدها إلى مسقط رأسه في منطقة حطاط وقام بالانضمام إلى جبهة التحرير مع مجموعة من أبناء يافع والتحرك الى مدينة تعز اليمنية والتجمع هناك لنقلهم الى جمهورية مصر العربية عبر الحديدة سفينة "كيلوبترا" حيث وصلوا إلى مدينة القاهرة وتم نقلهم إلى معسكر خارج المدن وتعتبر الدفعة الثانية التي تم استقبالها من قبل المندوبين المصريين وتم تدريبهم لمدة عام ثم العودة إلى أرياف تعز للمقاومة هناك . عاش الفقيد ذكريات جميلة مع المناضل بالليل شيخ بالليل الرهوي المناضل الذي عرفته جبهات القتال وضمن الحرس الخاص له . في العام 1973م انظم إلى سلك القوات المسلحة سلاح الدورع في منطقة صلاح الدين ثم انتقل بعدها الى لواء عباس في العبر ثم إلى مكيراس وكان في رتبة رقيب اول ، في العام 1982م انتقل الى معسكر 7 أكتوبر وترقى الى رتبة مساعد ، انتقل الى معسكر الوحدة في زنجبار عام 1987م ثم إلى مدينة الريان ، في العام 1990م عاد إلى محافظة أبين وترقى حينها الى رتبه ملازم ثاني ، حتى انطلاق الحرب الظالمة في العام 1994م ، شارك في حرب الاجتياح الذي شنتها قوات الاحتلال اليمني على الجنوب ، وكان حينها يحمل رتبة ملازم اول . بعد الحرب الظالمة عاد الى أبين الى اللواء 312 مشاة في زنجبار . احيل إلى التقاعد القصري في العام 2002م مع الآلاف من الضباط الجنوبيين وهو في رتبة رائد ، وعند انطلاق الثورة السلمية الجنوبية في العام 2007م كان الفقيد من ضمن الثوار المناهضين لهمجية قوات الاحتلال اليمني في الجنوب . وفي العام 2011م وضمن القرارات الرئاسية بعودة آلاف الضباط الجنوبيين الى العمل عاد إلى العمل وتم ترقية الفقيد الى رتبة عقيد مع مجموعة من ضباط الدفع العسكرية . شخصية اجتماعية بارزة تميزت بالعلاقات الاجتماعية الكبيرة بين أوساط الناس ، وأحد مناضلي الثورة الجنوبية الذي عاصر العديد من المنعطفات ، سخر جل حياته لخدمة الوطن منذ التحاقه متطوعا في جبهات القتال منذ طفولته ثم احد الضباط الجيش الجنوبي التي برز حينها . يتمتع بسيرة عطرة تميز بها خلال مراحل حياته الحافلة بالعطاء . *من عبدالرقيب السنيدي