جمعتني الصدفة بصديق لي في العالم الافتراضي الفيسبوك طبعا انا اعرفه هو لايعرفني . وعاتبته على عدم تطرقه للفساد المستشري في مرفقه رغم اني اعلم انه يمتلك وثائق تدين الكبارات . فصدمني بالرد .. حين قال يا اخي : يا اخي كلما نفضح فاسد ونسلم الوثائق الذي تدينه لصناع القرار يتم استثمار ما نقدمه من قبل فاسدين آخرين مقربين من صناع القرار اذا لم يكونوا هم اصلا صناع القرار . ويستفيدون من ذلك بعدة طرق منها : _ احلال فاسد جديد محل الفاسد السابق _ ابتزاز الفاسد المدان بتمرير صفقات مشبوهة و اكثر فسادا . _ تتم التضحية بك وجعلك كبش فداء وتنحيتك وتركينك عن اداء مهام وظيفتك واحلال محلك شخص آخر يمتلك الصفات التالية : _ فاسد _ إمعة _ مطبل _ طرطور _ واحيانا ديوث او قواد وعندها ندرك اننا نحن من نناضل وندافع عن المرافق الحيوية ونبحث عن دولة النظام والقانون ودولة المؤسسات ، واصلاح الاعوجاج عن طريق فضح الفاسدين والتشهير بهم ومحاربتهم . ندرك اننا قد تسببنا في استفحال الفساد وزرعنا بذور فساد اكثر عبثا ودناءة . نكون نحن المتسببين في تدمير ماتبقى من شكل الدولة . وفرطنا بما تبقى من الشرفاء ليحل محلهم سفهاء . نعم نحن نبحث عن دولة ولنا مظالم ونريد خدمات متوفرة ونسعى لاصلاح شأن العوام وتخفيف المعاناة عن المواطن الغلبان . لكن عند من ونطلب ذلك ممن ؟ اننا نصبح كالمستغيثين من الرمضاء بالنار . هذا اذا لم يتم الزج بك في السجن وتلفيق اي تهم ضدك وتفصيلها على مقاسك . يا عزيزي نحن نصنع الفساد ونطيح بفاسد ليحل محله فاسد آخر . ذلك لان لوبي الفساد اكثر تماسكا ومافيا الفساد في البلاد تربطهم اواصر قربى وصداقة ومصالح مشتركة وروابط ايونية وتساهمية متينة . تحميهم من اي متطفلين مثلنا . اجل يا عزيزي نحن وفقا لفرضية الزمان والمكان متطفلين وبكتيريا ضارة يجب اجتثاثها والقضاء عليها . لا مكان لنا في عالم ودولة اركانها قائمة على اعمدة فاسدة لم يكتف لوبي الفساد المستشري والمتحكم بامور العباد في وطننا المنهوب منهم . بل عملوا على تعزيز قوتهم ، وقدراتهم الامنية بان اسسوا وشكلوا اجهزة امنية مشرعن وجودها ومقنن . لحمايتهم وفقا لتوجهاتهم السياسية والعقائدية والمناطقية والقبلية ناهيك عن المتمصلحين والمزايدين ومحدودي العقل والدخل . ضف إلى ذلك تسخير وسائل اعلامية تخدمهم وتطيعهم بعيدا عن اخلاق مهنة الاعلام وشرف مهنة الصحافة لتتحول تلك الوسائل الاعلامية والاعلاميون والصحافيون الى اتباع مأجورين . يقولون مايؤمرون دون ان يفقهون تبعات خنوعهم وسقوطهم في وكر الفساد والخطيئة . منظومة الفساد في بلادي من الصعب اختراقها وليس هينا محاربتها . فهي مسلحة في البر ومتسلحة في الجو و تمتلك عتادا عسكريا فتاكا في البحار. سرطان الفساد يفتك بجسد الوطن مسببا تعجيلا بانهياره عاكسا تأتيراته السلبية بقوة على قيم واخلاق المواطن والاسرة وسيحدث تشوها اخلاقيا للاجيال القادمة وعاهات مستديمة لمن يقف ضده فتياره جارف . لا يبقي ولا يذر لكل القيم والاخلاق الاسلامية النبيلة . اصبحنا عاجزين عن محاربة الفساد ومواجهته حينما اضحى الفاسد صانع قرار .