قصتنا اليوم عن شهيد من شهداء الجالية الصومالية العدنية البواسل الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء والعطاء والشجاعة والبطولة والتضحية في سبيل لله وفي سبيل الدفاع عن المدينة التي ولدو فيها وأحبوها "عدن". الشهيد انيس من مواليد العاصمة عدن 1975 متزوج ولديه 4 بنات
عرف عن الشهيد انيس منذ الصغر بتمتعه بالأخلاق الحميدة بين سكان منطقته ، متمسكاً بالحق ولايتراجع عنه قيد انمله ، (( حقاني لأبعد الحدود باللهجة الدارجه )) لا يعرف الكذب او النفاق ،
وهذا ماجعله محبوباً بين جميع من يعرفه ، وعرف عن انيس أيضا انتماءه وارتباطه بالجنوب العربي ليس قولا بل فعلاً ايضا فهو شارك في مقاومة الغزو العفاشي للجنوب في حرب 94 في
جبهة دوفس وهو بعمر الثامنة عشر ربيعا فقط حيث اصيب بالمعركة حينها , وبعد ان اكمل نصف دينه بالزواج ، رزقه المولى عز وجل بأربع زهرات جميلات يحفظهم الله ويبارك فيهم اكبرهم فاطمة ، ولان ابو فاطمة رحيم القلب والروح يرحمه الله رزقه الله باربع ينابيع للرحمه فالبنات رحمه له من المولى قبل ان ينال بإذن لله الشهادة , وعندما حانت ساعة الصفر واقتربت جحافل الغزاة الحوثيين
ومرتزقتهم العفاشين الاوغاد من حدود عدن الحبيبة كان الشهيد حريصا على البحث عن سلاح للدفاع عن دينه وعرضه ومدينته ولم يرضخ ابو فاطمه لتنبيهات زوجته واخيه الاكبر بأنه لديه اربع بنات هن بامس الحاجة لوجوده بينهم وبأن والدته الكبيرة بالسن لن تتحمل صدمه استشهاده , وكان رده بأنها قضية عرض وكرامه لايستطيع ان يضمن لهن حياة كريمه امنه في ظل هؤلاء القتله
اللصوص الذين لايرحمون احد فالموت شهيدا افضل وانبل من الموت ذليلا في سجون الغزاة , فعند حادثة اقتحام مستودعات الأسلحة في جبل حديد حصل على السلاح وكان من أوائل المسارعين لتبية نداء الواجب بالجهاد ضد الغزاة ، ومثلما أصيب جميع العدنيين بخيبة آمل عندما احتل الغزاة الحوثيين ومرتزقتهم الانجاس معظم المناطق في عدن ومن هذه المناطق مدينته المعلا الذي غادرها ابو فاطمة وهو حزين حيث أصيب بصدمة كبيرة جدا فكأنما هؤلاء الغزاة الأوغاد اقتلعوا جزء ثمين وعزيز من قلبه ، لم يستطيع العيش تحت هذا الاحتلال الهمجي الذي دمر كل شئ جميل في عدن الا امر واحد استعصى عليهم تدميره هو إرادة شباب المقاومة ومن ضمنهم ابو فاطمة ، ابطال المقاومة الذين دفنوا شهدائهم من امهاتهم وأخواتهم وابناءهم الذين سقطوا في مجازر القصف العشوائي الحوثي العفاشي او من رصاص القناصة الجبناء المختبئين خلف صخور الجبال او اسطح العمارات التي احتلوها لا يفرقون بين طفل صغير او امراة كبير بالسن الأهم عندهم تصفية الجنوبين واذلالهم باي طريقة كانت ، كل هذه الأحداث المؤلمة فجرت براكين من الغضب في قلوب اسود المقاومة الجنوبية لن تنطفىء هذه البراكين المشتعلة الا بتحقيق النصر او الشهادة والفوز بالجنة بإذن لله ، أعاد المجاهدين الاشاوس ترتيب صفوفهم و بعزيمة من فولاذ مزقوا بها جسد الافعى الحوثية التي كانت تنفث سمومها القذرة في كل ارجاء ثغر اليمن الباسم وقلب الجنوب الحر النابض عدن الحبيبة , واعادوا الرجال سيطرتهم على مطار عدن الدولي وكان من ضمن من حقق هذا النصر العظيم الشهيد انيس ، ولم يتبقى الا رأس الافعى وهو في حالة الاحتضار ومحاصر من جميع الجهات ، كان يرحمه الله ابو فاطمة وبشهادة زملاءه في المقاومة مقاتل شرس يصول ويجول في مختلف جبهات القتال الذي شارك فيه لا يهاب الموت أبداً ، وفي احدى ايام العشر الاواخر من رمضان كان يوم تحرير عدن وكانت الأوامر تقضي بتوقف ابطال المقاومة عند نقطة فندق عدن وعدم التقدم حتى تأتيهم الأوامر ، الا ان ابو فاطمة ومعه ستة مقاتلين من حبهم الشديد وحماسهم الكبير لتطهير كل تراب عدن الطاهر من الحوثه الانجاس تقدموا لتحرير المعلا وهي المنطقة الغالية على قلب ابو فاطمة لانه يقع فيها منزل عائلته الذي ابصر النور فيه وعاش اجمل ذكريات الطفولة حتى الزواج ورزق فيها بفلذات كبده بناته الأربع ، كان ابو فاطمة بمقدمة المقاتلين كالعادة لايخشى الموت مقبل للشهادة غير مدبر ، وعند وصولهم لدكة الكباش في المعلا تعرضوا لوابل غزير من الرصاص أصيب من جرائها ابوفاطمة بطلقتين واحدة بساقه والرصاصه الأخرى إصابة فكه إصابة بالغة جدا تم إسعافه من قبل رفقاء الجهاد الى المستشفى مكث في المستشفى أسبوعين كانت معه ام فاطمه زوجته وشريكة حياته وأم أولاده التي لم تتخلى عنه في اصعب ظروف حياته ، كان يطمنها وسط الآمه بأن عدن الجميلة ستعود اجمل من السابق وبأن المستقبل زاهر لعدن ، تقرر سفره بصورة عاجله للعلاج في الأردن حيث كانت الطائرة مكتظة ب160 جريح من جرحى المقاومة ومن المواطنين المدنين الذين لم ترحمهم آلة الدمار الحوثيه العفاشية سافر ابو فاطمة وحيدا دون ان يرافقه اخيه بسبب عدم وجود مقاعد للمرافقين , في الاردن ولشدة صعوبة الإصابة تدهورت حالته الصحية وادخل الانعاش حتى نال انيس علي ادم ابو فاطمة ماتمناه الشهادة ونقش اسمه بحروف من دمه الطاهر في لوحة الشرف والفداء ستتذكرها الأجيال القادمة لسنوات وسنوات ، ونال أهله وجميع أحباءه الحريه بعد ان تم تحرير وتطهير عدن من دنس اخر جنود الحوثه الغزاة ومرتزقتهم العفاشيين ...