على الرغم من ان اتفاقية السلام التي دعت اليها المملكة العربية العجوز مؤخرا هشة في أساسها ومعقدة في فحواها ولاتمت للسلام والواقع اليمني بصلة وإنما هي عبارة عن استنزاف للوقت وضياع للمستقبل المفقود في عدن ،، وبالتالي تستطيع دولة الامارات بالذات من وضع استراتيجيات وبنى تحتية قوية لإيصال عفاش الصغير إلى سدة الحكم .. ومن طريف مايذكر هنا أن جميع الاطراف المتخاصمة قد وافقت على مادعت اليه العجوز بسرعة دون إعادة النظر فيما اذا كان هناك نهاية حتمية لكل من الشرعية والانتقالي وظهور مبشرا من بعدي يأتي اسمه احمد !! ومن المفيد بالنسبة للقارئ الكريم أن يتم وضع هذا الصراع في الإطار الزمني لتاريخ التحالف في اليمن فقد كان هذا الصراع مخفيا حال إنتصار التحالف على المليشيات الحوثية بعدن ولم يظهر بشكل لافت للنظر إلا عند وصول طارق عدن ،، إن ميراث ماتملكه حكومة الانتقالي الان هو من الضروريات الحفاظ على الهوية وإيجاد تسوية سياسية مع كل الفرقاء بعيدا عن كل الإشاعات ومايقال عنها حتى تستطيع الوقوف على قدميها والخروج من عباءة التحالف بطريقة تضمن لها ديمومة الحكم والانفراد بالسلطة مالم فهي إداة من ادوات عديدة غير صالحة للاستعمال مرة أخرى ! وفي سياق أوسع لعل الاتفاقية التي سوف تعقد مجرد تحليل لواقع هزيل للعبث بكيان الدولة اليمنية في ظل زوال شبح الشرعية وإستبدالها بمواثيق أممية متجهة إلى العولمة السياسية التي قد تعجز أمامها حكومة الانتقالي التي هي وليدة الصدفة وغير قادرة على ممارسة حكم الذات أما على المدى الطويل فإن الشعارات الرنانة والجاهزية القتالية للتحالف قد انكشفت حقيقتها فهي عمل تقليدي له مآرب واطماع وكل دولة منها يسيطر عليها هاجس أعضائها المنشقين والمزايدين التي وضعت اليمن موضغ رهان وحقل تجارب لاسترداد تركة الرجل المريض ... لان هناك مقاربة تاريخية بين الأتراك والخليج أن لم تكن قارئ للتاريخ !!