كتب : حسين حسن السقاف أستاذ السياسة في حضرموت , يتميز بقيم قل أن تجدها في الكثير من السياسيين . الحلم , والأناءة , ونكران الذات , وفوق ذلك فهو ودود للغاية مع الجميع , لاتجده مكشرا ولا متجهم الوجه مهما أشتد أو إحتدم النقاس ويعلم ذلك لمن حوله. فالسياسة لدى الأستاذ عبد المجيد لم تتوحش بعد, ولم تخرج عن ثوابتها وأهدافها الجوهرية , فاللعب لديه يكون فقط في التكتيكات والهوامش. غالبية من كان معه في محطة (الإنفراج السياسي) كانوا مستعجلين , تسلقو أول عربة لتاخذهم دونما أن يسألوا عن وجهة العربة , ولمن تكون هذه العربة , لذلك احترق الكثير من الذين امتطوا عربات غير أمنة , أما هو فقد آثر أستمرار نضاله من أجل قضيته ومنطلقا من جغرافية القضية ملتحما بالجماهير وملازما لهم ملازمة السوار للمعصم. قرر أن لا يصعد إلأ في العربة الصحيحة التي تؤدي إلى الهدف , ليسلك الجادة بعيدا عن السبل الملتوية . ولابأس لديه بالمتغيرات المؤدية إلى الهدف , وإن طالت مسالكها , متذرعا بالصبر والإيمان بقضيته الوطنية. والأغرب من كل ذلك ورغم أنه في ذروة نشاطاته السياسية وأجواءها المضطربة, تجده مرتبطا ومتتبعا لكل ما هو جديد في ما ينتج في مضمار الثقافة والأدب والفكر. جعل من منزله مجلسا دائما لحل الخلافات التي تعصف بالتكتلات والتكوينات السياسية , التي كانت منتجاتها تصنع تباعا وبوتيرة عالية , حينما أصبحة السياسة وقتها كجيفة بأرض فلاة , تتبعها الكثير بعيدا عن بقية مصادر الرزق التي قل حينها مرتادوها.بعد عزوفهم إلى السياسة. كل ما كان يطلبه الأستاذ عبد المجيد هو أن تكون حضرموت ثم الجنوب نصب أعين كل من أم وقصد السياسة. تحمل قرف الكثير من أصحاب التيارات والفصائل السياسية بمبتدئيهم ومخضرميهم , بذل جهودا جبارة ليجتمع كل هؤلاء على كلمة سوأ. حاول باسلوبه التربوي أن يفرمل أندفاعات الكثير من أولائك الذين كانوا في يوم ما معا في محطته السياسية ,كان يرشدهم ويبصرهم بأن يقبل بعضهم بعضا , بعيدا عن الزيغ والشطط والتزمت الحزبوي. حينما كان بعص قادة العمل السياسي وقتئذ نفعيون ينصاعون لتطرف أتباعهم وينساقون لنزعاتهم للحفاظ عليهم كأتباع للسترارزاق والتمترس بهم.حينما كانت السياسة أشبه بما يطلبه المستمعون. بعيدا عن الأهداف والمرامي الوطنية, بل وبعيدا حتى عن القيم أحيانا. شارك في التقريب في وجهات النظر بين سياسيي الجنوب في أدني اطرهم وأعلى مستوياتهم. فإذا ماتاهت بكم دروب السياسة وحتى لا يدككم توحشها , يكون من الحكمة العودة إلى نظامها المصنعي الأستاذ عبد المجيد. فألف تحية ود وإجلال للاستاذ القدير أبوعصمة في حله وترحاله في سبيل قضيته الوطنية المنصورة بإذن الله.