للتوضيح سأذكركم قبل القصة نقطة هامة حول الضباط والقادة الإماراتيين الذين كانوا في بالحاف من سابق ، حصل لي موقف في 2017 مع ضابط إماراتي أسمه فهد البادي وذلك عندما كنت مشرف على بعض الأعمال الهندسية لدى قيادة نخبة بالحاف ، وكذا بعض المتعهدين والمقاولين الذين ترتبط اعمالهم بقيادة التحالف مباشرة، عموماً الموقف لم يستمر طويلاً مع هذا الضابط ، وانتهى بأخراجي من بالحالف على الفور، لكنه تحول فيما بعد إلى قصة حصل فيها أكثر من موقف. في الحقيقة كان خطأ غير محسوب مني او سوء تقدير للموقف، لكنه ليس ذاك الخطأ الذي يجب أن نحاسب عليه، فقد كان مجرد مروري و طلب الدخول إلى مركز قيادتهم بدون موعد سابق ، هو الخطأ الذي يجب أن لا يمر مرور الكرام بالنسبه لفهد البادي، فهو مشهور عنه بالخيط على المقاولين اصحابنا وحتى الذي في سن والده .
بعد ان طلب مني مغادرة الموقع بقليل ولم تمر حتى لحظات إلا واصحابنا في موقع البوابة الرئيسية وكأن القيامة قامت على رؤوسهم، طلبوا خروجي على الفور من منشأة بالحالف ، ولم يتجرأ واحد منهم أن يعرف ما هو سبب البلاغ الذي استلموه من الضابط ، بل خلقوا مبررات لانفسهم كذب وقالوا اشياء الضابط نفسه (مستغرب) منها فيما بعد ، واعترف هنا أن قائد حراسة البوابة لم يكن ليستحق حتى حراسة مطعم، فهو خائف على موقعه كقائد أكثر من التزامه بتأدية مهامه على وجه الخصوص ، فضلاً عن انعدام مؤهلات وصفات القيادة.
بعد مرور ساعة او ساعتين على خروجي من بالحاف ، اتصل بي رقم مميز جداً، عرفت ان المتصل امارتياً، كون هذه الأرقام (المليحة ) بالنادر من يمتلكها غيرهم ، المهم فتحت وبداء هو بالتحية واردف قائلاً "معك عمليات التحالف بالحاف" رددت السلام عليه وتفضل هو بالكلام والاستفسار عن السبب لما حصل "، ثم شرحت له إنا الموقف وحطيته في الصورة واستمر الحديث بيننا ما يقارب 6دقائق ، قلت له في النهاية نحن في بالحالف تعرضنا للظلم من قوات على عبدالله صالح، والتهميش وتغييب لدورنا في منطقتنا ، وكان الذي يرفع صوته منا يتم دعسه بالدبابة ، لكن ما إن حصلت الحرب حتى هربت كل تلك القوات المتحكمة والمسيطرة على هذه المنطقة ، ولم يقف ويحميها إلا أبنائها ، خدمنا بمعاناة ما يقارب سنتين حتى (جيتوا) انتم، ونحن لنا امل كبير فيكم كي تصلحوا البلاد وكذا وضعنا وتحترموا ما قدمناه بعناية وليس على طريقة علي عبدالله صالح، وحتى قوات صالح قلت له أقسم بالله كانت تحترم الذي لديه عمل بداخل المنشأة، ولا يمكن ان يتصرفوا معه بمثل هذا التصرف، فهو لايليق بمكانتكم في قلوبنا.
قال لي أن شاء الله مايصير إلا خير وهذا سوء تفاهم ، وتشرفنا بيك أخي خالد معك ابو سالم قائد العمليات لا تقلق سيكون لنا لقاء مع القائد خالد علي أن شاء الله وسنسمع منه بعض الاقتراحات من اجل تسهيل بعض الأمور وكذا التعاون من خلال إجراءات أمنية متفق عليها. احترمت هذا القائد أبو سالم وعرفت انه رجل طيب وذو أخلاق عالية ، لكن قلبي مازال فيه حرقه على الضابط فهد البادي كون مشلكتي معه لم تحل بعد ، ومنها ذهبت الى قائد النخبة سابقاً خالد علي العظمي وشرحت له الموقف ، قال لي بكره بندخل بنشوف ايش مشكلتك عندهم خليك صاحي الصباح ،وانتظرني بالبوابة في الخارج ، و في الصباح وبعد أن التقينا بالضابط ابو سالم تم حل الأمر وسوء الفهم بيننا بأسلوب جداً راقي وسلوك متواضع ومحترم. ما أردت توضيحه هنا أن الإماراتيين المتواجدين معنا بالجنوب ليس كلهم على نفس النهج والتقدير سوى ، وما بعضهم وهم الاغلب إلا ينتهجون سياسة وأسلوب دني جداً لا يليق ابداً بسمعة ضباط اخرين يرفضونه تماماً . وما حصل مع خالد علي جراء ذاك التقدير الذي كان يحمله لهم كواجب لما قدمته الإمارات للجنوب وقواته الشعبية في بالحاف إلا نتيجة لعلاقته المباشرة مع القيادة الاماراتية التي كانت طيبه جداً في وقت سابق ويسودها كثير من الود والاحترام المتبادل ، والتفاهم المشترك في كثير من القضايا والمشاكل المطروحة على طاولتهم. ومن تلك القضايا وأبرزها الحماية الهشة لقوات النخب التي كان قائدها في وقت سابق، ولعلنا نتذكر جميعاً الهجوم الإرهابي لعناصر تنظيم القاعدة في نهاية عام 2017 على نقطة مفرق رضوم الذي راح ضحيته أكثر من 6 شهداء و10 جرحى اخرين من النخبة ، ومنه بدأت قصة الخلاف مع الإمارات.
أن المطالب التي كان يحملها خالد علي للإمارات، يعتقد بأنها كانت مطالب ضرورية وعادلة، لما تمثله قواته في النخبة من أهمية استراتيجية في مستقبل دولة الجنوب القادمة بأذن الله، والأمنية على مستوى منشأة بالحاف الغازية ، ومناطق مديرية رضوم الأخرى.
ومن ضمن المطالب أن لا يتم فصل أي فرد من أفراده بعد وفاة احدهم ، كانت وفاة طبيعية أو من خلال خدمته العسكرية في المعركة وموقعه الأمني، وايضاً كان هذا مطلب لا نقاش او تفاوض للتراجع عنه و تقليصه، إضافة إلى أن توفير الحماية اللازمة للنقاط العسكرية والمواقع الامنية الاخرى ضرورة لا تقل اهمية عن توفير السلاح والعتاد العسكري المحترم الذي من خلاله يحمي المنطقة من اي هجوم ارهابي او انفلات امني لا سمح الله في البلاد، كون منشأة بلحاف تعتبر أكبر مشروع اقتصادي واستثماري في اليمن والحماية بدرجة عالية من اليقظة وتوفير العتاد العسكري المتكامل أبرز النقاط التي طرحها خالد علي على طاولة القيادة الإماراتية. ومن هنا بداء التقاعس والمماطلة وانتهاج سلوك فرق تسد من قبل الضباط الإماراتيين الذين كانوا متواجدين هناك ، وبينما كان خالد علي يسعى إلى تأسيس قوة صلبة وتثبيت مداميكها الصحيحة على أرض الواقع، جلبت له الإمارات الخلافات من جهة اخرى مع ابناء منطقته لاسباب مقصودة بدرجة أولى، حتى أن ضباط آخرين في القوات الإماراتية كانوا يسألونه في مرات كثيرة عن انتمائه السياسي ، وماهي الدوافع التي دفعته ليقود الحماية الشعبية في مديرية رضوم لتأمين منشأة بلحاف، وهو أمر لم تستطيع الدولة المحافظة عليه في ظل الحرب المنقضية، وتركته عرضة لكافة الاحتمالات في ذاك الوقت الصعب الذي سطر بموقفه الاسطوري جزء من شخصيته الغير مفهومة بالنسبة للإمارات. كان أمام الإماراتيين فرصة واحدة فقط للتخلص منه، أما أن يكشف حقيقة تواجدهم ودعمهم للجنوب ، او يقضوا على أحلامه الوطنية أو الوردية (بمثل م تريدوا) لكنهم اختاروها بنجاح وقضي الأمر بسهولة لم يشهد لها التاريخ مثيل.... نعم وقد اختاروها، أنها قضية الجنوب ودولته القادمة ياسادة، والإنتماء السياسي لها الذي يخالطه الكثير من الشكوك، وعدم المصداقية بالنسبة للشعب. وهنا تكمن النهاية والخسارة تكون نصر بأذن الله، وعندما يتم تسخير جهود قيادات كبيرة في الإنتقالي لموقفه المحايد من المجلس ،ويكون ذلك هو الغلط الذي ارتكبه الشاطر (الوطني) والذي خسره الجنوب لأسباب انتقامية خالصة وليس لها علاقة بقضية وطن( قلنا )عنه بأنه سيعود ، ولكنه غاب ولم يعد.؟!