وصل الأحد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى محافظة عدنجنوب اليمن في زيارة غير مسبوقة للمنطقة التي تشهد اضطرابات بعد أن أطلق الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال دعوة إلى "العصيان المدني". وأسفرت الاشتباكات بين المحتجين الانفصاليين والقوات الحكومية عن سقوط سبعة جرحى الأحد.
يقوم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاحد بزيارة غير مسبوقة الى الجنوب الذي تشهد مدن فيه اضطرابات بعد دعوة الى "العصيان المدني" وجهها الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، بحسبما افادت مصادر امنية وشهود عيان.
واسفرت الاشتباكات بين المحتجين الانفصاليين والقوات الحكومية عن سقوط سبعة جرحى الاحد، بينهم شرطي. واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس وصول هادي بعيد منتصف ليل السبت الاحد الى عدن في زيارة مفاجئة بعد سقوط ثمانية قتلى وعشرات الجرحى في المواجهات التي اندلعت منذ الخميس، وذلك في مدينتي عدنوالمكلا (حضرموت). وقال المصدر الامني ان هادي "وصل للاطلاع عن كثب عما يدور في عدن بعد تسجيل اعمال عنف تبناها خصوصا التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بقيادة علي سالم البيض" نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى. وتوقع المصدر ان تركز لقاءات هادي مع الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقيادات امنية وعسكرية على سبل "وضع حد لتلك الاختلالات". وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد وصل الى عدن قبل هادي بساعات وعقد اجتماعا ضم قيادات المناطق العسكرية والامنية وناقش الاحداث التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين، بحسب المصدر ذاته. من جهتها، قالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان زيارة هادي "تفقدية للمحافظة يطمئن خلالها على سير الاداء في مختلف المستويات الادارية والتنموية والاقتصادية". واشارت الى ان هادي سيلتقي "بقيادة السلطة المحلية والمسؤولين في المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الصعد". وفي وقت لاحق، اكد الوكالة ان هادي توجه الى محافظة ابينالجنوبية المجاورة، وهي مسقط راسه، ليعاين الاضرار التي خلفتها اشهر من المعارك مع تنظيم القاعدة. وقال هادي بحسبما نقلت عنه الوكالة ان "الاعمال جارية على قدم وساق من اجل اعادة اعمار واعادة الحياة على ما كانت عليه قبل عدوان تنظيم الجماعات الارهابية على المنطقة". وكانت القاعدة سيطرت على معظم مناطق ابين في نهاية ايار/مايو 2011 مستفيدة من ضعف الدولة والاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الا ان الجيش تمكن من طرد المتطرفين من معاقلهم الرئيسية في حزيران/يونيو 2012. وذكر مصدر عسكري من محيط الرئيس اليمني ان هذا الاخير جال في مدينتي زنجبار وجعار اللتين كانتا المعقلين الرئيسيين للقاعدة، ثم عاد الى عدن حيث يفترض ان يتابع لقاءاته. وفي هذه الاثناء، استمرت الاضطرابات في الجنوب لليوم الرابع على التوالي، الا انها هدأت بشكل ملحوظ في فترة بعد الظهر في عدن. وقد اندلعت الاشتباكات بين قوات الامن وناشطي الحراك الجنوبي الخميس فيما كان انصار ومعارضو الوحدة اليمنية يتظاهرون بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب هادي رئيسا توافقيا لليمن. وقتل في الاشتباكات منذ الخميس ثمانية اشخاص بينهم شرطي. واشتبكت الشرطة مع ناشطي التيار المتشدد في الحراك الجنوبي الاحد في المكلا حيث اقدم الناشطون على اغلاق الطرقات بالاطارات المشتعلة والحجارة. وقال الناشط ناصر باقزقوز ان "الجيش يستخدم الذخيرة الحية ضد المتظاهرين". واغلق الناشطون الطرقات ايضا في احياء المنصورة والشيخ عثمان ودار السعد والمعلا في عدن بحسب شهود عيان. وذكر شهود لوكالة فرانس برس ان ثلاثة اشخاص اصيبوا الاحد في عدن بالرصاص عندما حاول الجيش فتح طريق رئيسي في المعلا. واكد هذه الحصيلة مصدر طبي. كما اصيب ثلاثة اشخاص بجروح بالرصاص الاحد في مدينة الحوطة، عاصمة لحج المجاورة وذلك عندما حاولت الشرطة فتح الطريق بين عدن ومدينة تعز في جنوب صناعاء، بحسبما افاد مصدر،طبي في مستشفى ابن خلدون في لحج. واحرق محتجون مكتبا للتجمع اليمني للاصلاح، وهو حزب اسلامي مشارك في الحكومة، فيما اصيب شرطي بجروح في المكلا بحسب شهود. وذكر شهود ايضا ان ناشطين في سيؤون ثاني كبرى مدن حضرموت في جنوب شرق البلاد، ارغموا التجار على اغلاق متاجرهم محاولة منهم لفرض "العصيان المدني"، وعندما رفض تاجر يمني شمالي اغلاق متجره اشعلوا النار به، ما اسفر عن اصابته بحروق خطيرة. ويتلقى الرجل العلاج في العناية الفائقة بحسب مصدر طبي. ويسعى الرئيس اليمني الى انجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه في 18 اذار/مارس، خصوصا في ظل استمرار رفض شريحة واسعة من فصائل الحراك الجنوبي المشاركة. ويهدف مؤتمر الحوار الذي يعقد بموجب اتفاق انتقال السلطة، الى ايجاد حل لمشاكل اليمن الكبرى، لاسيما القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور وصولا الى تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون سنة.