ضاعت (جمهورية 26 سبتمبر) فرط بها أهلها وسلموها على طبق من ذهب احفاد الامام بكهنوت يتهم وسلالتهم وتخلفهم بعد أكثر من خمسين عاما من عمرها والمضحك ان هؤلاء القوم مازالو يتشبثون بالوحدة الميتة منذ 94م والتي كانت ارضيتها الجمهورية التي فرط بها هؤلاء . أمراء الحرب اليوم هم من شاركوا في بيع الجمهورية والوطن بابخس الاثمان ويتباكون على الجمهورية والوحدة بدموع وقحة ووجه قبيح .. عاد احفاد الامام الى صنعاء ومحافظات الشمال يقودهم شاب لم يتجاوز العقد الرابع من عمره اسمه عبد الملك الحوثي ومعه مئات من حجافله القادمين من كهوف صعدة ومعهم بضعة اطقم عسكرية ..!! حتى الان لم يستطع - القادة والقواد معا - تفسير ماجرى ؟؟ كيف استطاع هؤلاء القلة القليلة إسقاط جيشا مدجج بالسلاح ضباطه وافراده وشعبه - فيسقطون الجمهورية والوطن في أيديهم دون مقاومة تذكر في بضع ايام بل بضع ساعات ليعود الوطن مرة أخرى لذات التخلف الذي ثار ضده السبتمبرية الأحرار ذات يوم منذ مايقرب عن خمسين عاما؟ لم يستطع ولن يستطيع أحد تفسير ذلك لأن الجميع تامر وقبض الثمن ودفن راسه في الرمل وفضلوا الفرار وهم يرتدون براقع النساء وعبائاتهن فعاد الملكيون بجلابيبهم المتسخة وعقولهم الخاوية وحلفائهم الجدد يدمرون كل شيء جميل وينتقمون من اي شئ .. صحيح أن جمهورية سبتمبر لم تكن جمهورية بمعناها الحقيقي فقد جاءت بفعل انقلاب عسكري قام به ضباط في جيش الإمام عام 1962م وعندما حاول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر دعم ذلك الانقلاب وتصويره كانه ثورة شعبية لم يفلح فادخله ذلك الجيش والشعب ذاته الذي يريد تحريره في ورطة استنزفت مصر وجيشها بضع سنين .. لذلك فتلك الجمهورية لم تبتعد كثيرا عن العبودية والاستبداد طيلة الخمسين عاما بين حكم المشايخ القبيلة والحكم العائلي وسيطرة الجماعات الدينية المتعددة .. حتى استقر الحال مؤخرا للديكتاتور الفرد (وعائلته) واصبح المتصرف الرسمي والحقيقي بكل شيئ فالوطن والشعب والجمهورية جميعا من اجله ..لانه يعيش بعقلية - القبيلي -الذي يجب ان لا يهزم أبدا فقد قدم الجيش والجمهورية والوطن لاحفاد الامام انتقاما من الشعب الذي ضل يعامله بعبودية ويعتبره خصمه اللدود ولم يكتفي باستبعاده 33عاما .. ولعل المشكلة الكبرى اليوم أن هؤلاء لم يدركوا ولم يستوعبوا فعلتهم بالتفريط بجمهورية ولم يعترفوا بالجرم الكبير الذي يقع على عاتقهم فلا ينوون التحرر والمقاومة والرفض القاطع لماجرى بل يريدون التفريط ايضا بجمهورية (14 أكتوبر) الذي ضحى أبنائها بالغالي والرخيص من اجل تحررها من الاستعمار القديم و من أمامهم الجديد ودكتاتور هم البغيض واعوانه وحققوا الانتصارات وما زالوا مرابطين في مواقع الشرف والبطولة حتى لحظتنا هذه .. هؤلاء المنبطحين لعدوهم المبتسمين لسوط جلادهم البائعين لكرامتهم نسوا الجمهورية وما زالوا يتشبثون بالوحدة الزائله بزوال جمهورية سبتمبر وعودة الملكية المتخلفه .. خانوا وطنهم وباعوه علنا وجاءوا يستوطنون وطننا ويسرقون ثروتنا ويتامرون علينا بالسر والعلن .. لم يطلبوا من الحوثي وحلفاءه الفرس الرحيل من أرضهم ولم يحركوا ساكنا لأي شكل من اشكال المقاومة .. وجاءوا يطلبون من حلفاء شعبنا ومناصري قضيتنا الرحيل من ارضنا وليس من أرضهم .. يتاجرون بدماء الشهداء ولايستحوون ويسرقون انتصارات الاحرار بكل وقاحة ويقبضون الثمن على مسمع ومرئى الجميع .. هؤلاء هم أعداء وطن (أكتوبر ونوفمبر) بكل ماتحمله الكلمة من معنى احذروهم واحذروا مؤامراتهم والاعيبهم على الدوام تقول لهم اتركوا جنوبنا وشأنه وحرروا غرف نومكم وأعراضكم ووطنكم الذي تركتموه و فررتم متخفيين مثل النساء .