ماالذي جعل شعبية الحراك تزداد يوما بعد يوم وبأعداد كبيرة جدا وفي جميع محافظات ومناطق الجنوب دون أستثاء ؟ اليس هي سلمية الحراك الجنوبي التي التزم بها الحراك منذ أنطلاقاته الاولى في 7يو ليو 2007م وحتى اليوم
تخيلوا معي لاسمح الله لو ان الحراك دعاء في بداية مشواره التحرري الى أستخدام القوة ولغة السلاح بدلا عن شعاره السلمي , ماذا ستكون النتيجة ؟ هل كان باستطاعت الحراك جذب تأييد الشارع الجنوبي لمثل هذا الخيار أي خيار ( الكفاح المسلح ) ؟ , طبعا- (لا) - لكون الكل يعلم بظروف تلك المرحلة لولادة الحراك الجنوبي حيث جوبهت تلك الاحتجاجات السلميه بالقمع من قبل نظام صالح المخلوع إلا ان اوئل المنظمين لتلك الاحتجاجات كانوا على وعي ويقظه ولم ينجروا الى مربع العنف بل صمدوا في وجهة جبروت تلك القوى العسكريه القبليه الهمجيه حتى استطاعوا ان يوصلو بالحراك الى القوة الشعبية التي يمتلكها اليوم داخل الشارع الجنوبي .
واليوم وقد أقترب الحراك الجنوبي اكثر من تحقيق هدفه في تقرير مصيره واكتسب تأييد شعبي جماهيري كبير , واصبحت مسيرات الحراك مليونية في كل المناسبات الجنوبية الوطنية , تحول الجنوب كله حراك ولم يعد الحراك مقصورا على أشخاص او مكونات معينه , الجنوب ينتفض عن بكرة ابيه في جميع ساحات الحرية والاسستقلال ليقولها بصوت واحد ونبرة واحده وتحت رايه واحده ( نحن أصحاب القرار ) وقد قرر هذا الشعب الجبار أن تكون ثورته سلمية حتى تحقق هدفها المنشود في أستعادة الدوله والهوية الجنوبية التي سلبت منه تحت غطاء شرعنة الوحدة الدموية في حرب صيف 94م المشوؤمة على الجنوب .
أن مانخشاه اليوم على ثورتنا المباركه هي تلك الدعوات الغير مسوؤلة والتي تنادي بأعلان( الكفاح المسلح ) تلك القوى التي لم تتستوعب طبيعة المرحلة بعد لا على الصعيد المحلي الجنوبي ولا على الصعيد الدولي ولم تتدارس أنعكاسات تلك الدعوات وتاثيراتها السلبيه على مسار القضية الجنوبية .
ان مثل تلك الدعوات قد تؤدي الى تراجع شعبية الحراك على المستوى الداخلي وبالتالي قد تضعف المسيرات والمظاهرات نتيجة لتحفظ الكثيريين وتخوف البعض الاخر من لهجة أستخدام القوة مما قد يؤدي بتراجع أعداد كبيرة من الحضور والمشاركة في المظاهرات السلمية للحراك الجنوبي
واما على الصعيد الدولي والخارجي فأن تلك الدعوات ستقدم الذرائع على طبق من ذهب لضرب الحراك وثورته السلمية وقد تصور اي نوع من هذا القبيل على انه حركة تمرد ضد النظاام . كما ان نظام صنعاء وبمساعدة قوى اقليمية ودولية سوف يقوم بدعم قوى محسوبة على الجماعات الارهابية لتعاود نشاطها في الجنوب وذلك لتصوير ان الجنوب بؤر ة للارهاب ليتم ضرب ثور ته وأخمادها تحت ذلك المبرر .
وأذا ما نظرنا للثورة السلمية في وقتنا الحاضر وخاصة وضعنا نحن الجنوبيون لوجدنا انها خير أختيار لتحقيق أهدافنا وان كانت مرحلة بطئة وعلى مدى بعيد إلا ان نتائجها ستكون مظمونة ومثمرة , حيث ان مثل هذه الثورة كفيلة بتغير مواقف دول اقليمية اذا ما استمرت هذه الثور ه في نهجها السلمي وبزخم عالي وأساليب سلمية متنوعه من مظاهر ات ومسيرات ومقاطعه وعصيان مدني بين الحين والاخر دون اللجو الى لغة العنف او العنف المضاد ضد اي جهة كانت ولو رفع في وجوهنا السلاح فعلينا ان لاننجر للعنف ويجب ان تكون المواجهة بصدور عاريه وليس العيب ان نرفع رايات السلام في وجه البندقية بل من المعيب ان تضرب ثورتنا السلميه بأيدينا نتيجه شعارات مايسمى بالكفاح المسلح التي لم تستند الى دراسه واقعيه لضروف وطبيعة المرحله التي يمر بها الجنوب , ان مثل تلك الدعوات هي دعوات فرديه عاطفيه انفعاليه مزاجية ستعود بالجنوب لاسمح الله الى صورة مشابها لقرار الوحدة الاندماجيه في صورتها الفرديه التي دفع شعب الجنوب ثمنها فيما بعد ثم وقع ما لايحمد عقباه بعد فشل تلك الوحده في حرب صيف 94م المشوؤمة
لقد رفعنا اغصان الزيتون بايدينا لتكون دليل على سلميتنا ولم نلجا للبندقية التي هي في اليد الاخرى لاننا نؤمن ان انتصار ثورتنا سيتم بصورة سلمية , لذا نامل ان لاتسقطوا اغصان الزيتون من ايدينا .وسنبقى حاملين تلك الاغصان واقفين وقوف الاشجار التي تأبى السقوط وتفضل ان تموت واقفه حتى ننتصر في تحقيق هدفنا في الاستقلال والحريه ولسوف يسطر هذا الشعب اروع اسطورة لثورات العالم السلميه بل لعلها تكون الثوره الفريده من نوعها بحكم سلميتها التي الاتقهر .