دول التحالف العربي والعالم أجمع لديهم إحاطة كاملة وبالتفصيل عن المراحل التي مر بها الجنوب العربي من الاحتلال البريطاني إلى الاستقلال ومن ثم إلى الوحدة.... فلنعد قليلاً إلى ما كان يقصه علينا أجدادنا عن فترة ماقبل وأثناء وبعد الاستعمار وكان مجمل الاخبار عن الحروب بين الجنوب واليمن وعن سفرهم إلى اليمن خصوصاً في أيام الأزمات، فكان يطلق على أي مواطن شمالي يستقر بالجنوب باسم فلان بن فلان اليمني... جوهر المشكلة بأن لاصلة للجنوب باليمن بتاتاً، ومشكلة التآمر على الجنوب وشعبه باليمننة بدأت بعد الإستقلال مباشرة، حيث كان اسم دولة الجنوب أثناء الاستقلال بالجنوب العربي وله عملته بهذا الاسم وبعد الاستقلال بسنوات تم تغيير اسم دولة الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن هنا بدأت عملية الحنجلة ويمننة الجنوب العربي وفصله عن جواره العربي وتسليمه للمملكة المتوكلية اليمنية (الفارسية). عملية التآمر سلكت خطوات متتالية إلى أن تم الاتفاق على الوحدة بعيداً عن إرادة الشعب الجنوبي، وياليت أن الطرف الشمالي المتمثل بالجمهورية العربية اليمنية نفَّذ وحافظ على شروط الوحدة بل انقلب على كل البنود والاتفاقيات وبدأ مسلسل الاغتيالات قبل أن يجف حبر التوقيع على الوحدة حيث نتج عن هذا الأمر حرب صيف 94 الظالمة وفتواها الشهيرة في استباحة الدماء والأرض والثروة والذي رمى الغزاة اتفاقية الأردن وماتلاها من قرارات مجلس الأمن الدولي 924-931 التي تضمنت بعدم فرض الوحدة بالقوة وراء الحائط.. حيث فرضت الوحدة بالقوة بعد أن تآمر على شعب الجنوب كل مكونات الاحتلال الحزبية والقبلية والجماعات الارهابية وشردت قيادات الجنوب في المنفى وأستمرت عمليات القمع وتكتيم الأفواه ومحاربة السياسين والصحفيين الجنوبيين وتسريح الكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية وتدمير المصانع والمنشآت الحيوية في الجنوب ونهب الأرض والثروة..... لم يسكت المارد الجنوبي عن هذا الأمر بل بدأت حركات مقاومة الإحتلال بتشكل حركتي تاج وحتم وما تلاها من خطوات في أعلان التصالح والتسامح الجنوبي الأساس المتين في انطلاق مسيرات الحراك السلمي في العام 2007 والذي تعرض شعب الجنوب في مظاهراته السلمية لشتى أنواع القتل والتنكيل وأستمر التصعيد الثوري تارة في الخروج بعده مليونيات تطالب برحيل الإحتلال اليمني وتارة في عمليات عصيان مدني شامل ... هذه الحقائق التاريخية تعلمها دول التحالف والعالم وهم يعرفون جيداً السر الحقيقي في تحرير المحافظات الجنوبية والذي أثبت للأشقاء أين تكمن الشرعية الحقيقة إنْ أرادوا النصر للمشروع العربي المشترك.... مايسمى بالشرعية اليمنية مختطفة من قبل مجموعة حزبية ارهابية تربطها علاقة متينة مع الحوثيين وخير دليل على عدم تقدمهم العسكري شمالاً وابتزاز لأموال واسلحة التحالف والدعم الخفي وتسليم معظم المواقع للحوثيين والتهديد العلني للانضمام إليهم.. وخير شاهد على عدم مصداقيتهم مع التحالف هو حشد وتحريك وحداتهم العسكرية وأعلام النفير العام لغزو الجنوب ونشر الفوضى والارهاب في المحافظات المحررة خدمة للمتمردين الحوثيين......... لايوجد خيار للتحالف العربي إلا في التمسك بالشرعية الجنوبية الحقيقية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وقرارات مجلس الأمن الدولي 924-931 الذي تضمنت عدم فرض الوحدة بالقوة على شعب الجنوب في صيف 94.... عودة دولة الجنوب العربي إلى حضنها العربي السني لدول الجوار صمام الأمان لدول التحالف والعالم