تنتشر الأكاذيب والأضاليل بسرعة البرق مقارنة بانتشار الحقائق وخاصة العلمية منها في أوساط أناس مزدحمين متباعدين في عالم أضحى صغيرا ولكنه ليس ضيقا, ورغم تزاحمهم عليها كونها أمرا غير مألوفا ومرفوضا فكل ممنوع مرغوب فإن هناك من لا يدع للإفك مجالا ولا يفتحون للدجل بابا حيث من المستحيل بناء حاضرا وتأسيس مستقبلا بالأكاذيب والأضاليل. فلماذا إذن الكذب يطغى على الصدق يلوكه العديد طويلا لا يدحضه أحد رغم توفر كل الإمكانيات؟! في عصر الفضائيات والإنترنت طغت الشفافية على مجريات الحياة بأقوالها وأفعالها ولم يعد هناك فاصلا بارزا بين الفاهمين والواهمين. الفاهمون يعلمون جيدا أن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة هي التي تدحض الأكاذيب وكونها مرة فإن أغلب الناس يهربون منها وهي لا تتحقق ولا توجد إلا بالإثباتات والأدلة والبراهين. بينما الواهمون يعجبهم متابعة الأكاذيب والأضاليل التي تنتشر بقاعدة أكذب ثم أكذب حتى يصدق الكذاب قبل الناس كذبته ثم يدحضها بكذبة أكبر منها ودواليك وهكذا تستمر الأكاذيب والأضاليل إلى ما لا نهاية يواصل الكذاب كذبه على الناس لأنه ينسى كذبته السابقة التي بثها في الناس ويعتقد أنهم مثله قد نسوها أيضا. ويصبح الكذب عادة بل مسألة حياة أو موت وتتحول إلى آفة تفتك به دون أن يعلم يصعب الشفاء منها إلا بمعاملة خاصة وعناية مركزة.
في أغسطس الماضي من عامنا الجاري 2019م جرت أحداث عدة مثيرة في الجنوب بدءا من عدن مرورا بأبين وصولا لشبوة أحداث عسكرية عززتها الإرادة الشعبية قلبت موازين القوى لصالح المجلس الانتقالي الأمر الذي لم يرضي قوى الظلام في الحكومة الشرعية فأرسلت مجاميعها الإرهابية من مأرب والجوف فتعامل معها التحالف العربي والطيران الإماراتي بالشكل المطلوب في مداخل العصمة عدن. ومع توجيه الضربة الجوية على تلك المجاميع حتى نفثت قوى الظلام في الحكومة الشرعية سمومها وصبت جام غضبها على دولة الإمارات العربية المتحدة الحليف الاستراتيجي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية مطالبين إنهاء دور الإمارات في التحالف. وظل ذلك الطلب يحمله أنصار قوى الظلام إلى هذه اللحظة أوصله وزير خارجية الشرعية اليمنية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في خطابه لدورتها ال74. كاذبا كذبته الكبرى أن المجاميع تلك هي وحدات عسكرية تابعة للجيش الوطني داحضا بها كذبة سابقة أن المجلس الانتقالي نفذ انقلابا على الشرعية في عدن مشابها لانقلاب الحوثيين في صنعاء.
آنذاك وبعد الضربة مباشرة على المجاميع أصدر المدعو حمود المخلافي بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز توجيهات تقضي بسحب قواته وألويته العسكرية والتي دربتها السعودية المرابطة في جبهات شمال صعدة وحجة والجوف من معسكراتها والتوجه فورا إلى تعز ومحافظات أخرى لمواجهة انقلاب المجلس الانتقالي, هذه التدخلات من قبل المذكور في إدارة الدولة لم ترد عليها الحكومة الشرعية ولم توقفها بل تركت الأمور تسير في نحو من الفوضى العسكرية والإدارية وخرج الجنوب من معسكراتهم في طريق عودتهم إلى ديارهم ومحافظتهم. وفي هذه الأثناء استغل الحوثيون حالة الفوضى ومغادرة جنود الجيش الوطني والذين هم أصلا يتبعون حمود المخلافي الذي يقود المعارك من اسطنبول والدوحة فاستولوا على أسلحتهم وذخائرهم وآلياتهم بعد أسرهم وقتلوا من حاول أن يقاوم. والآن بعد هذه المدة يتوهمون بأن الناس نسوا كذبة الشرعية ليأتوا يكذبوا ليدخلوا البهجة في صدور الإيرانيين ويقولوا أنهم التفوا على ثلاثة ألوية في الأراضي السعودية. والمثل يقول من شاهدك يا علي قال ذيلي!
كذبات تم التهيئة لها من قبل الشرعية والحوثيين الذين تعاونهم إيران من خلال الهجمات على الأراضي السعودية بصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة يبرر وزير إعلام الشرعية كذبتهم بأنها تأتي على أنقاض الهجوم على أرامكو وهو غير صحيح, وإنما رد على سكوت الحكومة الشرعية على تدخلات حمود المخلافي يعطي أوامر بسحب قوات تابعة لها. أما قصة قدرة الحوثيين على صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وتأكيدات الخبراء والمحللين الإيرانيين بذلك وقال أحدهم ( موسوي ) عبر قناة آرتي برنامج اسأل أكثر, أن الحوثيين يصنعون من خمس إلى عشر طائرات مسيرة مطورة شهريا وكأن معهم فقاسة تفرخ لهم عصافير وكتاكيت والعالم يحذر من مجاعة قد تفتك بعشرين مليون يمني. يعني في المتوسط ينتجون 85طائرة سنويا يتعدون لتصدير الجزء الأكبر لقطر بواسطة المقاول قناة الجزيرة.