كتب/ناصر صالح العبادي: يحكي أن رجلاً كان في بيته كتن , والكتن هي حشرة صغيرة الحجم سريعة القفز تتواجد في المنازل, وخاصة في المناطق الشمالية الباردة جداً, وتختفي في البطانيات والفرش , ولسعتها محرقة . عموماً الرجل ضاق ذرعاً بالمنزل , ولم يتهنا بالنوم بسبب كثرة حشرة الكتن مصاصة الدماء, ولم يتمكن من التخلص منها, أو بالأصح لم يفكر ويستعمل علقه. في حين غفلة نشب في البيت حريق فخرج الرجل إلى خارج المنزل على الرصيف, وهو ينظر لمنزله والنار تلتهم كل ما فيه, فهرع الجيران والمارة محاولين إخماد النار الملتهبة, ولكن الرجل منعهم من إخماد النار, وظل يردد خلو البيت يحترق يستاهلين الكتن . الرجل ظن أن بطريقة احتراق منزله سيعود عليه بنفع وهو التخلص من حشرة الكتن, وأنه سيعيش في هناء وراحة بال , لكن كانت النتيجة أن خسر منزله, وأصبح في الشارع تلسعه حرارة الشمس وغرس البرد. كان بإمكان الرجل استخدام المبيدات الحشرية ليتسنى له التخلص من هذه الكتن المزعجة, بطريقة سليمة, ويظل منزله قائماً سليماً. فتفاصيل هذه القصة تنطبق تماما على حالنا نحن اليمنيين فعقلية سياستنا هي نفس عقلية الرجل, فقد تم تدمير كل ما هو جميل في بلادنا بحجة التخلص من الفساد, والجرعة وغيرها من المسميات. وعوضاً عن التفاهم وإيجاد الحلول والطرق ويتفق عليها الجميع وتكون هي القاسم المشترك في تجنب البلاد الدمار والفوضى, ويتركوا المواطن المغلوب على أمره يعيش كبقية خلق الله في شتى جميع الوطن العربي. يا ساسة يا كرام .. اتقوا الله في أنفسكم أولاً وفي هذا الشعب ثانياً, والذي بات هو الخسران دائماً في جميع صراعاتكم على التشبث بالكرسي الملعون, وأنتم وأولادكم تعيشون في رخاء ونعيم , وتناسيتم ما خلفتموه من مصائب وأهوال وقعت على رأس هذا الشعب المكلوم . فهل تعتقدون أنكم مستقرين ومؤبدين في هذه الحياة الدنيا ؛ كلا والله بل أنكم ستقفون بين يدي الله عزوجل وستحاسبون عن كل صغيرة وكبيرة من جرم وإهلاك الحرث والنسل اقترفتها أنفسكم تجاه هذا الشعب والبلد .. فهل من عقلاء يفكرون بعقولهم لا ببطونهم ليجنبوا البلاد من هذا الدمار .