الجزء الثاني من المشهد الأول عتيقة : وعلمهم أضعف من كتن بيتنا..هل تعرف ليش؟ مودف : ( يحك..ساخرا )..ليش؟! عتيقة : أنت قلت: غصبا عنك. مودف : ( مطرقا يفكر ) غصبا عني؟ ( تدخل بشرى ( 20) عاما..زوجة ابنهم فرج..تقف ناكسة حزينة.) عتيقة : أهلا بزوجة ابني فرج..هل تذكر يوم أسميته فرج؟ مودف : أذكر. عتيقة : كنت مستبشرة أن الله سيفرج علينا من الكتن..وزادت الكتن. مودف : الاسطوانه المشروخه. عتيقة : وهل تذكر يوم زف لنا فرج بشرى حبه لبنت جميله اسمها بشرى. مودف : ( يحك بملل ) أذكر..أذكر. عتيقة : وكانت البشرى أن زادت الكتن..مودفين كابر عن كابر. بشرى : ( تحك..بغيظ مكتوم ) أنا، أم بيتكم؟ ( يدخل فرج اللحظة..لا هثا.) فرج : بشرى؟! بشرى : ( ساخرة ) بشرى؟! سمعت ما قالت أمك. فرج : ما قالت؟! بشرى : البشرى زادت بعدي الكتن. عتيقة : لم أقصد يا بنتي. بشرى : ( متجاهلة ) تذكر يوم التقينا أول مره. فرج : وهل أنسى ذلك اليوم؟ أحببتك من أول نظره، لحظة ما لمحتك عيني على شاطئ البحر. بشرى : وأنا لا أنكر..أحببتك من أول مره. فرج : وعرضت عليك الزواج. بشرى : قلت لي حينها: وسانقلك إلى عالم الحداثة: السيارة..ووووو الصالون الجديد. فرج : وهل كذبت؟ بشرى : لم تكذب لكنها بدون معنى ( تحك )..والكتن. فرج : أجمل إجازة في حياتي عندما ذهبت وأبي إلى بيتكم وخطبناكِ. بشرى : ذكرتني ببيتنا القريب من البحر..متواضع لكنه مرتب، وأثاثه بسيط لكنه أنيق..والآن.؟ فرج : والآن؟! بشرى : نقلنا له الكتن، وأمك قالت..قالت.. فرج : قالت؟ بشرى : أسأل أمك. عتيقة : ( تحتضن بشرى ) فهمتيني غلط. بشرى : غلط وأنت قلتي: كنت البشرى؟! عتيقة : وقلت عن انتصار، وفرج..كلكم أولادي. بشرى : هما من بطنك، أما أنا وكأني جلبت لكم النحس. عتيقة : وهما إذاً جلبا لنا النحس. بشرى : هما أم أنا؟ عتيقة : كلكم أولادي. بشرى : ونقلتها يا فرج من هنا إلى بيت أبي. فرج : البيت واحد، هنا وهناك. بشرى : ( تحك ) وأنا لا أريد الاثنين. فرج : هل تذكرين أيام الخطبة؟ بشرى : أنا أريد بيت بدون كتن، وأنت تريد أيام الخطبة..تتجاهلني، فهل ما زلت تحبني؟ فرج : أحبك..أحبك. بشرى : فلمَ تجاهلت إرادتي؟ فرج : الأول نتذكر أيام الخطبة، ثم إرادتك. بشرى : لماذا؟ فرج : ستحرق المفاجأة. بشرى : المفاجأة؟! فرج : نعم. بشرى : ( ترمقه بعين شاردة )..هيا نتذكر. فرج : تذكرين ونحن نتمشى على شاطئ البحر. بشرى : أذكر. فرج : وأنا أهمس بأذنك: أنتِ حبي الأول، والأول لا يموت أبدا. بشرى : رديت عليك: لا شيء يدوم. فرج : رديت عليك: إلا الحب الأول. بشرى : رديت عليك: الموت حق. فرج : رديت: نموت ولا يموت حبنا الأول. بشرى : سألتك: كيف؟ فرج : يعيش في جينات أولادنا. بشرى : سألتك: وإذا لم ننجب أولادا؟ فرج : يبقى أثر خالد موسوما على موجات البحر، قمم وبطون الجبال. بشرى : سحرتني حينها بكلامك. فرج : وأنا كنت، وما زلت مسحورا بجمالك ونبرات صوتك. بشرى : ( ترمقه بعين حالمة ) فهل آن الأوان لننجب..جينات الأولاد أجمل في حياتنا. فرج : قريبا ستمتنعين عن حبوب منع الحمل. بشرى : قريب ؟! فرج : وهنا المفاجأة. بشرى : هيا..شوقتني. فرج : حصلت على سيارة صالون آخر موديل. بشرى : من أين ؟ فرج : مش مهم..والمفاجأة الثانية: سأنتهي من بيتنا الفخم بعد عام..بدون كتن، وتحيطه حديقة واسعة. بشرى : فتح الله عليك ونحن في بيت الكتن؟! مودف : بس خلاص نفذ صبري. عتيقة : وأنا لم ينفذ، سمعت كل ما دار بينهما. مودف : وأنا ( يحك ) ولا سمعت شيء؟! عتيقة : المودف: لا يسمع، لا يرى، ولا يتكلم..يحك وبس. مودف : جرحتيني. عتيقة : جرحك معك..وخلينا نسمع كيف فتح الله عليك؟ مودف : أنا ؟! عتيقة : هههه على المودف!..أنت يا فرج. فرج : أفرحي لي يا ماه وبس عتيقة : مجرد سؤال يا فرج: كيف فتح الله عليك؟ فرج : بدون سؤال. عتيقة : لا حول ولا قوة إلا بالله. فرج : لا حول.؟ عتيقة : كنا نردك فرجا على بيتنا، فكنت لنفسك بس. فرج : لن أنساكم: أمي وأبي..زغردي يا أماه. عتيقة : ومستغربة! فرج : لا غريب إلا الشيطان. عتيقة : يا شيطان! فرج : أبنك..حبيبك. عتيقة : أدلعك. فرج : شكرا..يا قرة عيني. عتيقة : ومستغربة. فرج : ( بغيظ مكتوم ) طيب ليش؟ عتيقة : بعد أكثر من ثلاثين سنه، كلها تعب وشقاء ما معنا إلا هذا البيت ذي ورثه من جدك..وسيارة قديمه..والكتن، وأنت يا شيطان بلمح البصر. فرج : الحمد لله..أفرحي لأبنك أفرحي. عتيقة : الحمد لله..( تحدجه بنظرة جديدة )..وقلي يا فرج قلي. فرج : أأمريني. عتيقة : ولا مره أبصرتك تحك..سبحان الله ومن يوم كنت بحضني أرضعك من صدري. بشرى : صحيح يا فرج ليش ما تحك؟ عتيقة : ومرتك ذي ذي تنام معك على سرير واحد شاهده. فرج : هههه أخيرا ذكرتم؟ عتيقة : نعم..ما كنت أبصر في أبني إلا الشاب الوسيم، والأمل في أن يخلصنا من الكتن. فرج : وأنا لم أكن أبصر في أمي إلا زوجة المودف..المسكين. عتيقة : ليتك أبصرت المودف المحترم..الصابر..المحتسب. مودف : ( يكاد يجهش بالبكاء ) والمودف بابنه. بشرى : بس خلاص..ولماذا لا تحك؟ فرج : ............................ عتيقة : جاوب على السؤال..فرج ابني حبيبي في كل حال. فرج : صحيح يا ماه. عتيقة : صحيح..جاوب. يتبع