يومين وأكثر من المواجهات الدامية بين المقاومة والمليشيات الحوثية في المناطق الحدودية التي تربط ماوية بالمسيمير. وهذه حصيلة ما تحقق لنا خلال يومين من الحرب... تساقط الموت على الأبرياء في مناطق الصراع من كل حدبا" وصوب فقدنا شيخا" عزيزا" ظل طوال فترة الحرب من منزله إلى مزرعته ولا جريمة له إلى أنه خرج ليحذر الأطفال بالإبتعاد من اللعب بجوار المنزل خوفا" من القذائف ..! مات جمال الحداد ذاك الرجل الذي لا يستحق الموت على أيادي من لا يستحقون الحياة ..! ومعه أصيبت فتاتين كانتا بجوار المنزل يفرحنا لعبا" للحياة..! فقدنا شابين في العشرين من عمرهما وأكثر من 8 جرحى في معركة اليومين..! هاجرت عشرات الأسر من منازلها خوفا" من الموت القادم على دوي قذائف الهاون المتساقطة من هنا وهناك ...! مزقت كل الروابط بفعل نار تشتعل في السماء وشظايا تتساقط على الارض تسلل الخوف إلى قلوب الكثيرين من أهالي هذه المناطق وخصوصاً النساء والأطفال ..! ثم ماذا بعد ذلك ..؟سقط جبل التنيم الذي تمت السيطرة عليه من قبل المقاومة بعد ضغط ناري دام لأكثر من ست ساعات على التوالي من قبل مليشيات الموت القادم من مران ..! أجزم أنه لا شيئ تحقق غير ما ذكر هنا سلفا" والمؤسف أن كل هذا العبث الحاصل يحدث في مناطق ريفية لا أهمية لها وعلى ماذا يتحاربون .؟! ماذا لو أسقطت التنيم بيد المقاومة..؟ هل سنقطع حينها خطوط الإمداد والتموين على المليشيات الحوثية..؟! وماالأهمية الإستراتيجية التي تمتلكها هذه المناطق حتى تشتعل فيها نار الجحيم غضبها..! وقبل هذا كله هل هنالك خطة تحرير حقيقة لمناطق سيطرة الحوثي شمالا" أم أن الأمر قائما" على المزاج المعكر..! هي رسالة للعقلاء في المناطق الواقعة على أطراف مديرتي المسيمير وماويه .. إصحوا من نومكم اليوم قبل الغد فالمعركة لا خاسر فيها غيركم .. أن لم يكن لكم موقف يجبر الأطراف المتصارعة على التهدئة ستكونون وقود حرب لا تبقي ولا تذر .." بالأمس كنت شاهد عيان لمعركة ميدانها مناطقكم .. لم أشاهد غير رصاصات الموت المنبعثة من فوهات البندقية ولم اسمع غير اصواته المنبعثة من على سيارات الإسعاف التي لم تتوقف منذ الدقائق الأولى لسريان معركة الأمس..! وفجأة استحضرت موقفا" أبعدني تماماً عن مايدور في قريتي وبقيت أتذكر مالذي شاهدته في أحدى مساجد العاصمة ..! هناك شاهدت رجل متزن العقل أنيق الملبس يحمل أولاده على كتفه ويبكي..! قائلاً والله ما كنت اتمنى أن اقف اليوم بين ايديكم بهذا الحال لولا أن ظروف الحرب أجبرتني على الخروج من منزلي بعد أن كنت عائشا" عيشة الملوك في منزلي بمدينة الحديدة .. أقسم بالله أني لا أجد ما أسكت به دموع أطفالي الذين أماتهم الجوع يا أخواني ويستمر بالبكاء والدموع تنهمر من عينه..! لم أجد ما أنتصر به لهذا الرجل غير اني رفعت يدي إلى ربي في بيته داعياً ربي أن يخسف بمن تسبب في إيصال بلدنا لهذا الحال من الساسة وتجار الحروب وصانعي الازمات