قدمت جماعة الاخوان اليمنية لقيادة التحالف العربي بيانها العملي عن قدرتها استهداف عمق جماعة الحوثي عندما أدارت عملية اغتيال شقيق عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية بحنكة و دهاء . جازاها التحالف بالسماح لها بغزو شبوة و جعل سيطرتها العسكرية تبدو و كأنها سياج يمتد حتى ساحل البحر العربي , يفصل أقليم عدن عن أقليم حضرموت بمسرح عمليات يعبر عن مشروع الدولة الاتحادية , و هذا ماهو مسموح به و متفق عليه !.
لهذا ضربها التحالف عندما تهورت و تحمست مع ايقاع فرحها بالسيطرة العسكرية على شبوة وتحركت باتجاه أبينفعدن .. أرادت ان تنتهز الفرصة بسرعة لتتجاوز الخط المسموح به ولتفرض أمرا واقعا شبيه بأمر واقع الحوثي !.
لقد وصفت جماعة الاخوان بصفتها الحكومة الشرعية الضربة العسكرية التي تلقتها على مشارف عدن من قبل التحالف العربي بأنها انتهاكا و إخلالا بالمشروع الأممي الداعم لشرعيتها , مع صخبها و عويلها الاعلامي قدمت طلبا إلى الاممالمتحدة لإدانة الامارات بوصفها المسئولة عن الضربة .
باجماع أممي تم رفض طلبها , و بالاعتماد على قواعد الاشتباك كان المنتهك هو من أقدم على الزحف العسكري باتجاه عدن و ليس العكس ..
إذاً من هو الانقلابي الذي تجاوز مسرح العمليات العسكرية المسموح به من وجهة نظر المجتمع الدولي و التحالف العربي في هذه الحالة ؟!
لقد سلكت شرعية الاخوان مسلكا انقلابيا يعيد إلى الأذهان مسلك و سلوك الجماعة الحوثية .. وهي تصنع نسختها الزيدية الماكرة في صورة حكومة شرعية مدعومة دوليا ..
ان محاولة شرعية الاخوان الانقلابية مؤخرا صعقت الكل , تحالف عربي على مجتمع دولي , و أعادتهم إلى خيار المراجعة و النظر في الأمر مليا : - أبعد كل هذا الوقت و الجهد و الخسائر على المسرح العملياتي العسكري لتنفيذ مشروع دولة اتحادية من المفترض ان ترعاه و تديره الحكومة الشرعية المدعومة أمميا , تسعى الحكومة الشرعية ذاتها إلى اعادتنا إلى نقطة الصفر بذريعة ان السيادة الوطنية مهددة .. الذريعة التي من المفترض ان يكون السماح لها بالسيطرة على شبوة قد أُزالها تماما وطمأن جانبها ؟!.
لقد أبدت حكومة الاخوان حنقها و امتعاضها الشديد من التحالف العربي عبرت عنه وهي تقدم , بعد الضربة التي تلقتها على مشارف عدن , بيانا عمليا اخر لقيادة التحالف العربي يتمثل في اغتيال العنصر الاستخباراتي المنفذ عملية اغتيال شقيق زعيم الحوثيين على ارضها مأرب و بين جمهورها الاخوان .. ولسان حالها يقول :
- لقد أريناكم قدرتنا على الوصول إلى العمق الحوثي وهانحن نريكم اليوم قدرتنا على فعل العكس !.
ان يدرك المجتمع الدولي متأخرا ان الحكومة الشرعية هي حكومة انقلابية فهذا وارد .. لكن ان يدرك التحالف العربي مثل هذا الأمر متأخرا فهذا صادم جدا بالنسبة له , أظن ان تحركات السعودية السياسية مؤخرا تؤكد انها بدأت تتعافى من الصدمة و قد بدأت لتوها في تغيير سياستها و طريقة تعاملها مع اليمن !.
ملاحظة : اظن ان عملية اغتيال القائد منير اليافعي أبو اليمامة التي جاءت قبل اغتيال شقيق عبدالملك الحوثي تصب في نفس سياق البيان العملي لقدرة جماعة الاخوان على استهداف العمق الجنوبي .. كانتا العمليتان عمليتا فرد عضلات اخوان شرعية !. ............ بدر قاسم محمد