كيف لنا أن ننتقد الآخرين ونحن المقصرين في جلد ذاتنا ونقد أنفسنا وكيف أن نعطي لأنفسنا حق الدخول في شئون الآخرين والنبش في قضايا وهم قد تجاوزوها بعقود وقرون وسبقونا في التطور والتقدم وبنوى حضارة وشيدوا تاريخ حديث لأوطانهم ولشعوبهم ومن خلال جهود ذاتية الحركة وفجروا الأرض من تحت إقدامهم و نخروا الحبال وغاصوا في أعماق البحار واستخرجوا الثروات ونفضوا عن كاهلهم تراب مراحل الصراعات والحروب المدمرة التي عاشوها وكابدوا ماسيها وظلمها وقهرها ولكنهم اجتازوا ظروفها واتجهوا الى العلم والبحث عن حياة جديدة يسودها الأمن والاستقرار والحرية والاطمئنان ونجحوا في إرساء قواعد صلبة ومتينة وقوية وشيدوا الجامعات ووسعوا فيها اقسام العلم والمعرفة وتابعوا بجدية في استحداث أسباب مسارات النهضة الالكترونية والاطلاع ودعموا المبتكرين والنابغين والعلماء والباحثين كلا بحسب قدراته العلمية وكذا الصانعين من المخترعين وأصحاب المشاريع العظيمة الكبرى التي نقلت حياة الشعوب الى مستويات عالية من حيث العيش الكريم على أرضهم أوطانهم نعم لقد نصبوا شعار العلم عاليا وقدموا كل جهودهم في سبيل الارتقاء إلى مسافات علمية واسعة وشجعوا أنشاء المعاهد المهنية المرتبطة بحياة الناس اليومية ثم ارسموا خارطة خدمات عامة رفعت من مستويات المواطنين طبيا وعلميا وحتى الحيوان حصل على حقوقه المكتسبة من حيث الرعاية والطبيب والتعليم .. نعم انهم اصحاب العيون الزرق لقد استفادوا من ثرواتهم وغزوا العالم من خلال صناعاتهم و أسسوا اقتصاديات ضخمة وكبيرة واكتسحوا اسواق الفقير والغني من هذا العالم المترامي الأطراف لقد وصلوا الفضاء وساروا على سطح القمر وخدموا البشرية علميا وطبيا وصناعيا واهتموا بحياة شعوبهم من جميع نواحي الحياة .وهنا نحن أصحاب العيون السوداء الكحيلة والساحرة والمعسولة ماذا قدمنا لشعوبنا وماذا استفدنا من ثرواتنا الطبيعية التي تحت الأرض وفوق الأرض وفي البحار وما تكنزه الجبال وهل أنجزنا اي مشروع من مشاريع هولا أسئلة تبحث عن أجوبة والى متى ننتظر فتات مساعداتهم لنا أو التدخل في شئوننا الداخلية والعمل على تعقيد لأمورنا وعكننة حالنا والرفع من درجات ازمانتا مع تدخلهم المباشر ورسم خارطة الحلول الترقيعية لمشاكلنا التي هم صنعوها لشعوبنا وأوطاننا واذا تعمقنا في البحث والتدقيق في ماذا صنعنا سنجد أنفسنا لاوجود لنا على سطح كوكب الأرض ولا حتى على هذه البسيطة وحتى رقم الصفر المفتاح الدولي سلمناه الى صنعاء الذي افقدنا تواصلنا مع العالم كدولة وارض وشعب ونظام وللأسف وحتى الرقم الوطني يصلنا من صنعاء حتى اللحظة ذلك الكود الذي أصبح رقم مهم في معادلات العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وهمزة التواصل ومفتاح المدن والبنوك والمصانع والدول ورسم سياسات التعامل بين الشعوب أنه الصفر الدولي اي الكود كما يسمى عالميا . متى نكون كهولا ومتى نخرج من تحت ثقافة التدمير والتآمر على شعوبنا وأرضنا وثرواتنا ومتى يستقيم عودنا وتصلح أوضاعنا ونسيطر على حقوقنا وننتزع قرارنا ونحقق مصيرنا بأيدينا ونعود إلى جادة الصواب ومعقل خلافاتنا وصراعاتنا التي هي سبب شتاتنا وفرقتنا اين مؤهلينا و أكاديميين و متعلمين واين كوادرنا وماذا صنعت جامعاتنا ومعاهدنا المنتشرة في أرجاء وطننا الفاقد للتأهيل والدعم من قبل السلطات المتعاقبة وهل نحن اقل عقولا من هولا انها نكبة وهزيمة وكارثة مقيتة وأرضنا تحتوي على كل المقومات والقدرات وعندها الثروات والمواقع الهامة على مستوى كل المعادلات لماذا تحرم هذه الشعوب من الحصول على حقوقها وستحقاقاتها الشرعية والمشروعة ؟!! ومتى لهذه الشعوب تنفض عن كاهلها أتربة العواصف الماضي وتقبل على وجه الأرض كيفية الشعوب نعم انها أزمة مستعصية للغاية برغم أن الخروج سهلا وبسيطا لو توفرت العقول النظيفة والنفوس الطيبة وحصل التوافق والمصالحة الحقيقية هنا قد تتجاوز مأسي الماضي وأهواله تحية العقلاء والوجهاء الذين عليهم مسئوليات الجسيمة وعظيمة تجاه شعبهم في الجنوب وفي مقدمتهم أصحاب راس المال في الداخل وفي الخارج واذا انتقدنا أو عتبنا فإننا ننتقد أنفسنا اولا .