هم اولائك الذين تنبه الاغبياء لذكائهم فحاربوهم . هم اولائك الذين اكتشف الجبناء شجاعتهم فحاربوهم . هم اولائك الذين اكتشف الجاحدين صدقهم ووفائهم فحاربوهم . هم اولائك المندفعين الخشنين الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم . هم اولائك الذيم لم ترق تركيبتهم لمسئول يريد صنف مطيع ضعيف سحيج فحاربهم . هم اولائك الممتلئين حق الذين يسندون ظهورهم على تاريخ ناصع مشرف لم يرق لانتهازى انيق يتكئ على خواء لا يمتلك من عرف الرجال سوى وسامته ومداهنته فحاربهم . هم اولائك المقصيون المهمشون المبعدون بحيل كثيرة ليس اقلها ديمقراطية الاصوات القذرة المتامرة. فى لعبة الفهود والثعالب لا تتوقعوا ان ينتصر الفهد دائما مع الاسف . الحل لإعادة هذه الهيبة الكاملة كما كانت، يكمن في تحسين وضع الموظفين بشكل عام، و للجميع بحيث لا يضطر الموظف تحت ضغط الحاجة ، اللجوء لطريق الكسب الحرام ،الذي نرفضه سواء كانت الرشوة او الإضراب او الإعتصام ..... الخ , و عند تحسين وضعهم، يصبح الموظف مرتاحاً و مطمئناً لدخله، وعندها سيخاف من فقدان وظيفته لأنه سيكون تحت المساءلة و بقوة , مقابل كل ذلك سنرى سلاسة و تسهيلا للإجراءات على المواطنين و المستثمرين و ضيوف البلد , بحيث يصبح الجميع أمام موظف محترم و مطمئن يعمل من أجل خدمتهم . أما تحسين الوضع فلن يتم بالدين الخارجين أو الداخلي، او بالاستجداء، او بردة فعل و بحل قصير الأمد لفض إعتصام أو اضراب ، و إنما عندما نصبح دولة تعتمد على قدراتها وإمكانياتها الذاتية ، و استنهاض كل الهمم البشرية ،و القوانين العادلة، و استغلال الثروات القومية . عندها سنصبح دولة منتجة و قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، و على رأسهم موظفي الدولة , و لنا عبرة في العديد من الدول التي كانت أوضاعها أسوأ من اوضاعنا حالياً و لكنهم عملوا و نهضوا، و مثال ذلك تركيا ،كيف كانت و كيف اصبحت ، وماليزيا و اغلب دول شرق اسيا و على رأسها اليابان و الصين و تايلند و كوريا الجنوبية و سنغافورة ...... الخ . أتمنى من الله ، أن نرى هذا الوطن الجميل أجمل باستغلال مقوماته بشكل صحيح و سليم ، و لن يتم ذلك الا بإرادة سياسية حقيقية لتفعيل القدرات و الكفاءات، و الامكانيات الاقتصادية العديدة التي لدينا ، و أن نتحول إلى دولة القانون ونعمل على تطبيقه بشكل عام و عادل على الجميع ، و ان تصبح السياسة في خدمة الاقتصاد و ليس العكس . سيأتي اليوم الذي سيندثر فيه الهلافيت , ويأخذ كل من يستحق المكانة بعقله وفكره ومواقفه وياخذ حقه الذي سلبوه منه بنظام التسلط والغوغائية المسيطرة على كل شيئ. اتمنى ان اعيش حتى اشاهد ذلك .