بتفاؤل وثقة تشع مناخات السلام في بلادنا وتمضي مساراته نحو نقطة ضوء في نهاية نفق ونقطة استقرار يمكن أن تنتج وفاقاً شاملاً في جغرافيتنا. رغم بداهة السلام والوفاق والوحدة بين إخوة الدم والنسب واللسان والدين والارض إلا أن رياح الموت المتلونة بين عصبيات جاهلية ومصالح ضيقة وتطرف قد تطفئ نور الحكمة، وتشقى الأرض ويتعذب الإنسان. لردع الموت قد لا يكفي العقل وحساباته والسياسة وموازينها، بل يتطلب الأمر احتضان ورعاية أبوية وإرادة عزمٍ وثابةٌ أخويه وروحاً ذات سمو خالد، تفيض حياة و محبة للإنسان مهما كان اختلافه وتنوعه، ترنوا الغد الواعد بإشراقتك وتعرض عن الأمس المثقل بأوجاعه وآلامه. آفاق السلام أصبحت أوضح ومعالمها بدت تترسم والأمر يتطلب كل الحرص من الجميع على المضي قدماً في مسار أبرزته مبادرة صنعاء ونفخت فيه الرياض روح الحياة يتلقفها لها وترحيبها ليأتي اتفاق الرياض التاريخي الذي أبدى فيه فخامة الرئيس حرصه التعامل بروح جامعة تستوعب الجميع ضمن المرجعيات والثوابت؛ والكلمة التاريخية لسمو ولي عهد المملكة في حفل التوقيع والتي أزالت الشكوك ومنحت إرادة السلام ومساره تجسداً ملموساً، وما تلاه من مواقف وتصريحات من سمو الأمير خالد نائب وزير الدفاع، وصولاً بترحيب الرئيس الأمريكي باتفاق الرياض ودعوته لعمل جاد من الجميع للتسوية الشاملة، ومشمولاً ومواكباً برؤية مسؤولة واعية ومدركة من دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل كل المكونات والأطراف، وما يرافق هذا المسار من جهود لدول وشخصيات وفعاليات ومنظمات وجهات لتدعيمه وتحصينه والمحافظة عليه أمام ما سيعترضه من اعتراضات الحسابات الإقليمية والدولية والمصالح الضيقة لبعض الأطراف. صنعاء الملتزمة بمبادرته والجادة بتعزيز وتقوية مسار السلام، معنيةٌ بتحصينه والدفع مجددا بلغة التقارب إلى الواجهة، في ظل إدراك واقعي لتعريف الوطن واختلافه عن مجرد جبهة في معارك أو ساحة لتصفية حسابات وتعزيز محاور، بينما الوطن شراكة، وسلام وامن و بناء وتنمية ورخاء وعدالة ومواطنة متساوية وقوانين والتزامات متبادلة وما يتطلبه الحفاظ عليه من سيادة وتجسيد لمفاهيم العيش المشترك الواحد وضمن محيطه وانسجاما مع روح الاسلام والقرآن الذي لم ينزله الله لنشقى. رئيس ملتقى الوئام الوطني