من روائع هذا الكاتب المبدع الاستاذ فتحي بن لزرق الذي كل يوم تزداد تجربته في الفضاء الإبداعي عمقا ونضجا ، حتى بان القراء والمتابعين لكتاباته وعلى كثرتهم لا يحتاجون لتذييل اسمه على آخر منشوراته وبا مكانهم الاستدلال عليه من الكلمة الأولى أو السطر الاول في أغلب الأحيان ، وهذه ميزة اختص بها كبار الكتاب المبدعين الذين لا حدود لابداعاتهم وفي طليعتهم بالتأكيد الاستاذ فتحي . ولا أدري اي فتح إعلامي نزل عليه ، لكن من المؤكد بأن ملكاته محيرة ولها طابعها السحري على المتلقي وقوة التحكم والسيطرة عليه وبات يمتلك بصماته الابداعية المميزة له بوضوح شديد عن اقرانه في هذا المجال . يلتقط كلماته ببساطة من ركام مشاكلنا وهمومنا و لهجاتنا المحلية وينفخ فبها من روح المعاني لتخرج للوجود وهي قطعة حية من لحم ودم لحياة حارة من حارات عدن او عتق او المكلا او مأرب او تعز او الحديدة ، ودونما تكلف في صناعتها ،وكأنما يسوق الكلمات في مخيط مخيلته بأنامله لا بأمهات أفكاره ليوصلنا الى قناعة مايريد في شتى الظواهر التي نعيشها في حياتنا دونما نشعر بخطورتها علينا . عبقرية لهذا لكاتب آسرة وساحرة في آن معا ، وتتملكني حيرة لا حدود لها كلما حاولت الاستدلال الموضوعي على ما تبوح به منشوراته من بساطة ووضوح وقوة ، مع الاقرار بان جميع إنتاجه الإبداعي محل الاهتمام والدراسة. إذا نحن أمام حالة فريدة في مجال هذا النوع الجديد من الكتابة في اليمن وسبق ان اشرت في مقال سابق بأن الأستاذ فتحي بات يتربع على عرش الصحافة الإلكترونية فيها اليوم وبدون منازع ، وهناك حالة من الابتزاز الابداعي يمارسه علينا كبار الكتاب في ابدعاتهم وطبعا اخي الاستاذ فتحي في الطليعة منهم وهو اجبارنا على قراءة موضوعاتهم أينما كنا في المنزل أو في قارعة الطريق أو حافلة ركاب او في مطعم ، مع حرصنا على ممارسة هذه العادة المحببة الى نفوسنا دون كلل او ملل بل نجعل منها مناسبة لتفريج لما يصيبها من سأم وضجر في الحياة بل تجدنا في حالة تلقف وشوق شديد لكل جديد يومي لهم . والكاتب المبدع فتحي بن لزرق رائد الصحافة الإلكترونية في اليمن وربما في المنطقة و لا يحتاج هذا الطرح لشهادة او دليل وقد أصبح أسطورتها بلا منافس او منازع ، واشتهر بأسلوبه الساحر و البسيط والممتنع ، والذي يذكرنا بكبار كتاب الصحافة العربية في تاريخها العظيم وقدراتهم الزاخرة على التعاطي باحترافية وابداع مع قضايا الشأن المحلي والعربي على حد سواء . حامورة مديحة رائعة بكل الابعاد الفنية والمقاييس الابداعية ، ونتطلع بأن لا تكون قشة البعير التي تقصم ظهر اتفاق الرياض . تحية من الاعماق لاخي الاستاذ فتحي بن لزرق ونتمنى له مزيدا من التألق والإبداع في عرش صاحبة الجلالة وفضاء عالمها الكوني والافتراضي المعاصر .