قبل 40 عاما مضت نشب الصراع في افغانستان ، كان بالامكان حل الخلاف بين المتصارعين حينها ، فالوطن يجمعهم ، ومائدة واحدة تكفي للجلوس عليها و التنازل بالقليل لبعضهم البعض ، وهذا مالم يحصل ، فالكل يخوّن الآخر ، ولا يجد الوطنية الا في نفسه ، وبإسم الوطنية ضاع الوطن.... تدخل الروس ( السوفيت) لحماية الحكومة حليفتها ، و تدخل الغرب لدعم المعارضة لكي تقضي على الروس... و اختلط الحابل بالنابل ، وتحول المتصارعون ل(شقاة) للداعميهم ، ف للروس شقاة و للغرب شقاة و حتى الصين و ايران و قطر و السعودية، فلم يعد هناك وطنية و وطن... حرب الشقاة خلفت الملايين من القتلى و الجرحى... 40 عام من الصراع حولت الوطن إلى اطلال... اطفال يُجندون للقتال و نساء يغتصبن و تهان كرامتهن... هُجر الشعب ويهان في مخيمات الإغاثة و مخيمات الهجرة الدولية وبإسم الوطنية لا يزال الصراع مستمر و لم تنتهي الحرب... و يستمر بيع الوطن.. في لبنان خلفت الحرب الاهلية اكثر من 150 الف شخص مابين قتيل و جريح و تدمير الجيش اللبناني و دمرت البلد اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا... كانت بداية الحرب دفاعا عن السيادة الوطنية ، وفي اثناء الحرب اجتاحت اسرائيل و سوريالبنان ، وفي نهاية الحرب قسم لبنان لشقاة الحرب... وحتى اليوم فلا زال نصر الله ايرانيا اكثر من لبنانيته وكذا الحال للحريري و عون اللذان استمرا في تنفيذ اجندات الخارج من داعميهما و لا يزال لبنان تستباح سيادته حتى اليوم..
قبل 5 سنوات اجتاحت المليشيات الحوثية صنعاء و لأن ايران هي من تدعمهم اندلعت الحرب لعودة الشرعية و إستعادة عاصمتها و وقف التدخل الايراني َو منع انتهاكها للسيادة الوطنية وكانت النتيجة ان الحرب دمرت البلد و لم تعد ايران وحدها هي من تنتهك السيادة الوطنية و لم تعد المليشيات وحدها من موالاة الخارج... بات الكل ( شقاة) و ينفذون ما يخدم حلفائهم ، وتحولت الحرب لصراع و حرب للنفوذ الخارجي و اليمن ساحتها و الساسة ادواتها و الاعلام ابواقها و الشعب وقود محرقتها...
يبدو ان لا امل للسلام يلوح في الأُفق رغم إتفاق استكهولم بشأن الحديدة و إتفاق جده بشأن الجنوب... فلا زال الشقاة شقاه حتى يتفق اسيادهم ، وحتى ذلك الحين سيستمر بيع الوطن...