الدولة ليست كل افكارها من عمل جهاز آلي يرسم للحكومة الخطط التطويرية والمشاريع التنموية ، بل هي جملة الأفكار التي يقدمها المبدعون من المهندسين والخبراء ومجمل الكتاب والشعراء والفلاسفة. منذ معاهدة جدة في 12 يونيو عام 2000 م التي تم التوقيع بموجبها إتفاق ترسيم الحدود بين الدولتين الجارتين المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن الشقيق كانتا الدولتان تتطلعان إلى مستويات أفضل وأرقى في العلاقات السياسية مما سيعكس ذلك حتما على تطلعات اكبر في كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية مما ستسهم في نشر الرخاء والتطور وإشاعة الأمن والسلام بين الشعبين الشقيقين. وبالإنتهاء من مراسم توقيع معاهدة الترسيم فقد أنشئت منافذ للعبور للمسافرين بين البلدين إضافة إلى ما كانت موجودة من قبل. فكانت من بين تلك الطموحات أن تقام منطقة حرة في منفذ الوديعة بين اليلدين* وقد أجريت الدراسات على ذلك المشروع ورفعت تقارير الخبراء إلى جهات الإختصاص للبدء في التنفيذ ولكن للأسف ظلت تلك الطموحات على ما هي عليه .. ولازال الحديث يدور بهذا الشأن ولم ولن يتوقف. وبالنظر إلى التعداد السكاني لكلا البلدين الجارين والذي قد يصل الى ستين مليونا و نظرا لمستوى العلاقات الخاصة والمتميزة مع حكومة وشعب اليمن الشقيق وتداخل الشعبين وتربط بينهما أواصر المودة والقربى ولحجم التبادل التجاري الكبير في استيراد وتبادل السلع التجارية فلابد من تطوير أعمال هذا الاستيراد والتصدير مما يسهم في إيجاد نشاط تجاري بأعلى مستوياته. ومن هذا المنطلق فإن منفذ الوديعة مؤهل جدا وبحاجة ماسة إلى البدء بتنفيذ وإنشاء *الميناء الجاف والمنطقة الحرة* والتي ستكون محطة كبرى لرسو البضائع القادمة والمتجهة نحو البلد الآخر ولكون إن منفذ الوديعة هي منطقة آمنة جدا من حيث موقعها الجغرافي كمدخل وجزء من حضرموت ومنطقة عبور سهل إلى مأرب وكافة المناطق الشمالية من اليمن ، فأصبح المنفذ بعد بداية عمليات عاصفة الحزم أكثر أمانا وطمأنينة ، علاوة أنه المنفذ الوحيد حاليا بين البلدين الشقيقين فأصبح منفذا مهما يؤدي مهامه وواجباته بكل إحترافية ومهنية على مدار الساعة ليلا ونهارا. وبتنفيذ هذا المشروع الأستراتيجي يتيح المجال لتوسيع وتحديث جمارك الوديعة في إنشاء المباني والمنشآت الخاصة وإيجاد كوادر وظيفية أكثر لإدارة المنطقة الحرة. ونظرا للطبيعة الجغرافية المناسبة ولعدم وجود المرتفعات والمنخفضات .. هذا ما يتيح ويشجع بإنشاء سكة حديد يربط بعض مدن المملكة وبعض المدن الرئيسية في حضرموتواليمن بشكل عام وذلك من اجل نقل البضائع والمواد الاخرى وكذلك لحركة المسافرين. رؤيتنا طموحة نحو إيجاد خطط لتطوير البلاد وبما يتوافق مع رؤية وطموح حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظهم الله وبما يحقق لرؤية المملكة 2030.