مهما عصفت رياح التشتت والتفكك وجأت تلك الرياح بما لا تشتهي السفن. سيبقى الوطن أغلى وستعود الدولة ولو بعد حين. فلا تأمن الدولة ولو كانت رماد. صحيح أننا عشنا خلال الخمس السنوات الماضية فترة غابت فيها ملامح الدولة ولازلنا نعيش غيابها . لكن إتفاقية الرياض ستعيد لنا أمل بناء الدولة. ليست الدولة الماضية إنما الدولة الاتحادية التي نصت عليها مخرجات الحوار الوطني. فالوطن معروف للجميع بجغرافيتها ووحدته وتاريخه وحضارته بمسماه الجديد ,,الجمهورية اليمنية الاتحادية ,, غير ذلك لم تكن إلا أوهام بانت مؤخراً انكشفت حقيقتها كانت مجرد بحث عن مصالح شخصية بعيدةً كل البعد عن كل ما يدعون إليه فلم تلبث طويلاً أمام الحقيقة التي يسعى إليها الجميع.. في اليمن جربت اليمنية من يمنيين شمالا وجنوباً وجربت الوحدة من يمن واحد كلاهما فشل ولم يحقق شيئا يذكر لهذا الوطن
تجربة الوحدة الإندماجية لم يكتب لها النجاح بل تمخضت منها الحروب والصراعات السياسية بدأ بحرب صيف 94م انتهاء باجتياح الحوثي الغاشم 2015م واليمنية ولدت لنا الحقد والكراهية والعنصرية والتسلط وحب العظمة شمالا وجنوباً. هذه هي الحقيقه. حتى أن أصوات من يدعون إلى تقسيم اليمن اليوم إلى ماقبل 90م تفوح منهم رائحة العنصرية الى أبعد مدى. وجربت بدورها في الأحداث الأخيرة. خلونا صريحين اكثر من ما مضى. تجربتان خاضها اليمن فشلت فشلا ذريعا. فلا يمنين عاشا ساليين ولا وحدة استراح فيه اليمن الموحد وبما أننا خضنا تلك التجارب بمرارتها والتي لم تخرج اليمن من نفقه المظلم. خلونا نعيش الدولة الاتحادية التي من خلالها لن نخضع لسلطة مركزية يتسلط عليها الفاسدين. ولا نلوم الشمال بسرق ثروتنا ولا الشمال سيتهمنا بذلك إنما سيعيش كل إقليم بحكم ذاتي أشبه بانفصال مصغر من خلال ذلك سينافس كل إقليم الإقليم الآخر و سنتجه الى مرحلة التنمية مرحلة الدولة المدنية. وسندفن بإذن الله دولة العسكر دولة المليشيات دولة فلان وعلان إلى الأبد. خلونا نعيش الدولة الاتحادية. لأننا نرى فيها الأمل المنشود والمستقبل الذي يحلم به شباب هذا الوطن دولة اتحادية يسودها النظام والقانون خير بألف مليون مرة من دولة البطش واللطش ونفسي نفسي .. الذين لا يريدون لهذا الحلم أن يتحقق هم الذين يريدون أن يعيش هذا الوطن في معاناة وظلم واضطهاد. فالدول بحضارتها ووعيها وحبها لاوطانها بلغت الغمم . ونحن عايشين ابدا بين الحفر. اتركونا لنعيش هذه التجربة ولو حين من الزمن فإن فشلت لكم الحق حتى المطالبة ينقلنا إلى كوكب آخر.