الشهادة منحة إلهية    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    إعلانات قضائية    في وقفات شعبية وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا في التعبئة والجهوزية..قبائل اليمن تؤكد الوقوف في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي    فيما الضامنون يطالبون بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية .. كيان الاحتلال يواصل انتهاكاته وخروقاته لوقف إطلاق النار في غزة    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    تيجان المجد    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار رئيس الجمهورية : هادي بطل القضية الجنوبية
نشر في الخبر يوم 01 - 10 - 2013

أكد مستشار الرئيس اليمني الدكتور فارس السقاف أن الحراك الجنوبي له تجارب فاشلة في السابق، مشيرا إلى أن الانتصار للقضية الجنوبية جاء من عبدربه منصور، وما تحقق وسيتحقق لن يحدث ما لم يكن في خطة الرئيس هادي في هذا الأمر.
وقال إنهم يريدون سقف عالي ولكن في الواقع عينهم على ما هو ممكن، هم يريدون الانفصال واستعادة الدولة وفك الارتباط، ولكن إذا وصلوا إلى مسألة تقسيم الأقاليم وخاصة إقليم الجنوب الذي سيتقسم إلى ولايات، وإقليم الشمال كذلك، ويشاركه في السلطة والثروة في إدارة الفترة الانتقالية، هذا هو غاية مطلبهم، لأنهم إذا لم يوافقوا على ذلك فلن يتحقق لهم شيء.
وأضاف : «لا دعاة الوحدة يدعون للوحدة حقيقتها، إنما وحدة من أجل سيطرتهم على اليمن، ولا الانفصاليين يريدون الانتصار للقضية الجنوبية، وأنا في اعتقادي أن بطل القضية الجنوبية هو الرئيس عبدربه منصور هادي».
وأوضح السقاف في حوار مع صحيفة «الوطن» القطرية أن المبادرة الخليجية أنقذت اليمن وكانت ضرورة، وأن الكثير من المشكلات حلت عن طريق المبادرة، ، لافتا إلى أنه في حالة طبقت المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة بروحها وبصدق وجدية فهي مخرج وهي استكمال للثورة.
ونفى الدكتور السقاف، أن يكون لدول الخليج أي تدخل في الشأن اليمني، مشيرا إلى أنها لا تحاول أن تفرض أي أجندات خاصة، كما نفى أي حديث للناس عن أي تدخل خليجي في مخرجات الحوار الوطني.
نص الحوار
* ما هي قراءتك للمشهد السياسي في اليمن في هذه المرحلة المهمة من تأريخ اليمن؟
- أعتقد أن الزمن الذي نحن فيه الآن، هو زمن يحدد ملامح وصورة مستقبل اليمن الجديد، لأننا على أبواب النهاية للخروج بنتائج الحوار الوطني الشامل الذي يؤسس لبناء دولة يمنية حديثة، واعتقد أن وصف هذا الأمر أن تتبلور الصورة من خلال الحوارات القائمة الآن، ويبدو أن الصورة القادمة تحدد أن الناس متفقون على كل ما يتعلق ببناء الدولة، وصورة اليمن الحديث والمؤسسات ودولة النظام والقانون.
* هل تتبلور هذه الصورة بدون أي خلافات حاصلة؟
- هناك اختلاف، لكن الاختلاف هنا جانب في شكل الدولة وهو أساسي متعلق بمسألة الحراك الجنوبي، والذي علق مشاركته في الفترة الأخيرة بناء على مطالب أراد أن يتم تحقيقها، ولكن الآن تم الاتفاق أن تكون الدولة اتحادية من أقاليم، وبعد ذلك ستكون هناك تفصيلات تتعلق بها، حيث تبقى الخطوط والحدود الفاصلة التي كانت قائمة قبل الوحدة، بمعنى أن يكون هناك إقليم في الجنوب يعيد دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفي الشمال كذلك. وأعتقد أن هذا الأمر أخذ وقتا طويلا على اعتبار أنه برزت رؤيتان، الأولى: تقسيم اليمن على إقليمين وهذا ممهد للانفصال، وهناك من يرى أن الأمر ليس كذلك، وأنا في رأيي أن هذه الأمور شكلية بمعنى أن تقسيم الجنوب وفيه ولايات، وتقسيم الشمال وفيه ولايات وأقاليم، ليس في ذلك دعوة للانفصال ولا تهيئة له.
بين الوحدة والانفصال
*لكن الكثير يرى أن الأقاليم فكرة ممهدة للانفصال، كون الجنوب سيرتب أموره في ظل الحكم الذاتي ويصبح الانفصال أمرا سهلا؟
- اعتقد أن هذا عائد إلى عدم الثقة بين الطرفين، الشمال والجنوب. أن يقال هناك وحدة اندماجية وعدم وجود تقسيم، هذه دعوة أصحاب النفوذ من أجل السيطرة والهيمنة. ولا أعتقد أن الدعوة إلى أقاليم أيا كانت هذه الأقاليم أنها دعوة للانفصال، بل إنها تعزز الوحدة، المهم أن يكون هناك دستور لا يخرج الناس عنه وتتوفر الشروط لهذا الأمر، ويتوزع الناس الثروة والسلطة، ولن يكون هناك انفصال إلا بإرادة إقليمية ودولية، ولا أعتقد أن الإرادة الدولية الراعية للمبادرة الخليجية والآلية المزمنة، عشر دول كبرى والأمم المتحدة ليس في مصلحتها الانفصال في اليمن.
* هل أفهم أن الدول الغربية والخليجية لا زالت مصرة على وحدة اليمن؟
- نعم، ولأن في داخل الجنوب انقسامات وتفاوت، ولهذا أعتقد أنه سيكون حافظ للوحدة. ولو أننا طبقنا اللامركزية المالية والإدارية وطبقنا حكم واسع الصلاحيات أو كامل الصلاحيات لكانت المشكلة يسيرة، لكن الآن هناك تراكم من عدم الثقة ومحاولة السيطرة والهيمنة.. لا دعاة الوحدة يدعون للوحدة حقيقتها، إنما وحدة من أجل سيطرتهم على اليمن، ولا الانفصاليين يريدون الانتصار للقضية الجنوبية، وأنا في اعتقادي أن بطل القضية الجنوبية هو الرئيس عبدربه منصور هادي.
* لماذا؟
- الآن تحققت أشياء كثيرة في ظل حكمه، هؤلاء الذين يطالبون بمطالب القضية الجنوبية، أحيانا يكون عندهم شطط وعدم اعتراف بالظروف الواقعية والموضوعية والسياسية، سواء كانت إقليمية أو دولية، ويطالبون بهذه المطالب ولا يؤدي هذا التشدد إلى نتيجة.. لكن الرئيس هادي أوصل اليمن كلها أنه جعل القضية الجنوبية مفتاح القضية الوطنية ورد إليها الاعتبار وحقق في النقاط ال31 ، والآن مكون الحراك الجنوبي في الحوار، وسيتم تحقيق دولة اتحادية، وهذا يعتبر مكسب كبير جدا للقضية الجنوبية ما كان له أن يتحقق لو لم يكن الرئيس هادي في هذا الموقع.
تجارب فاشلة للحراك
*لكن هل أبناء المحافظات الجنوبية راضون عن هذه المكاسب التي تتحدث عنها؟
- الحراك الجنوبي وغيره من الزعامات، أولا: لهم تجارب فاشلة في السابق، ولهذا الانتصار للقضية الجنوبية جاء من عبدربه منصور، وما تحقق وسيتحقق لن يحدث ما لم يكن في خطة الرئيس هادي في هذا الأمر ..هؤلاء فاشلون في تجربتهم السابقة، فكيف يريدون أن يعيدوا تجاربهم الفاشلة. لا يمكن أن يجرب المجرب الفاشل، من ناحية أخرى هؤلاء يريدون سقف عالي ولكن في الواقع عينهم على ما هو ممكن، هم يريدون الانفصال واستعادة الدولة وفك الارتباط، ولكن إذا وصلوا إلى مسألة تقسيم الأقاليم وخاصة إقليم الجنوب الذي سيتقسم إلى ولايات، وإقليم الشمال كذلك، ويشاركه في السلطة والثروة في إدارة الفترة الانتقالية، هذا هو غاية مطلبهم، لأنهم إذا لم يوافقوا على ذلك فلن يتحقق لهم شيء.
* هناك من يتهم الحراك الجنوبي بأنهم يبتزون الرئيس هادي بهذه المطالب المرتفعة السقوف، هل أنت مع هذه الاتهامات؟
- نعم، يبتزون الرئيس هادي ويبتزون المجتمع الدولي، لماذا لم يحققوا في الوحدة اليمنية في عام 90م، وهم دخلوا في الوحدة بدون رؤية ودون اشتراطات، لو استطاعوا أن يحددوا في ذلك الوقت أن لا يكون الجنوب (56) دائرة وهو يغرق في بحر البشر في الشمال، إذن فهؤلاء قصروا وفشلوا في تقديم تجربة ناجحة، فهم يزايدون ويضغطون وحرضوا الشارع على هذا الأمر، فالآن تراجعهم صعب، لأنهم أوقعوا أنفسهم في مأزق.
*هل تقصد تراجعهم إلى الحوار الوطني؟
- إلى الحوار، وإلى الفيدرالية، في حين أنهم قد قالوا للناس أنهم لن يعودوا، وقالوا لهم نحن مع الانفصال وفك الارتباط برئيسها علي سالم البيض.
* هل آثر غياب الحراك الجنوبي على الحوار الوطني؟
- الحوار الوطني ممثل جميع الشعب الجنوبي، وهؤلاء ارتضوا بالحوار، وكونهم يتخاذلون وينسحبون في الفترة الأخيرة – كما قال الرئيس- هذا ليس صحيحا وغير مقبول لا إقليميا ولا وطنيا ولا دوليا، سيعرف هؤلاء أنهم لا يريدون الحوار، واعتقد أن ما تحقق وسيتحقق يعتبر انجاز كبير للقضية الجنوبية، والتخلي عنها خيانة للقضية، الآن الوضع أفضل، والتخلي عن المكاسب خيانة للقضية الجنوبية.
الحوار سينجح
*ما هي توقعاتك لمؤتمر الحوار في ظل التعقيد في القضية الجنوبية؟
- أعتقد أن القضية قد حسمت، مؤتمر الحوار الوطني نصف مكوناته من الجنوب ومكون الحراك بزعامة محمد علي أحمد سيعود إلى الحوار، وتم الاتفاق على هذا الأمر وستصدر وثيقة وتطرح على الجلسة العامة وسيصوت عليها وسيصادق عليها وستصبح قرارا أمميا وقررا وطنيا ملزما، لأنه صادر عن الحوار الوطني.. اعتقد أن هذا الأسبوع والذي يليه سترى إمكانية نجاح الحوار الوطني.
* هل سيتم التمديد للحوار لفترة أطول؟
- التمديد للحوار غير وارد إلا في حدود أسبوع أو أسبوعين، لأننا لسنا بحاجة إلى هذا التمديد، وأعتقد أنه لن يكون التمديد في ما يخل بالحوار، لدينا هامش بسيط قد نمدد له.
* هناك أحاديث عن التمديد للحوار لفترة قد تصل إلى شهر أو ثلاثة أشهر؟
- أعتقد أنه ليس من مصلحة مؤتمر الحوار التمديد، لأن التمديد سيعطي فرصة للتخاذل، هناك ضغط على أساس نُنهي قضية شكل الدولة، والوثيقة، بعد ذلك سيكون هناك نهاية لمؤتمر الحوار الوطني .
هادي ضد التمديد
* وماذا عن التمديد للرئيس عبدربه منصور لفترة قادمة؟
- الرئيس لا يريد التمديد، لأن التمديد معناه نظام الصفقات، وهذه ليست لصالح الرئيس، وليس في وارده، لأن انتخاب الرئيس أفضل له من أن يخضع لمسألة التمديد، وبعد ذلك يخضع للتنازلات والترضيات.
* قد يكون التمديد للرئيس بطريقة أخرى عن طريق التوافق لترشيحه لفترة قادمة؟
- الرئيس يمكن أن يقدم بيانا بعد مؤتمر الحوار الوطني بأنه أنجز التزاماته في الفترة الانتقالية الثانية من استحقاقاتها. والأمر مطروح على القوى الوطنية، إذا أرادت التمديد فهي تريد التمديد للفترة الانتقالية، بمعنى أنه إذا أصبح ممكنا انتخابات رئاسية ونيابية والاستفتاء على الدستور فلا داعي للتمديد، إذا رأى الناس صورة الوضع أن الفترة الانتقالية غير كافية فلا بد من التمديد، وحينها لن نقول التمديد للرئيس هادي، ربما التمديد للفترة الانتقالية ، وقد نسأل هل اليمن مهيء لكي يكون لها رئيس جديد غير هادي، هذا يقوله الناس، الرئيس عندما قابله الشباب وقالوا له نحن نطالب بالتمديد لك رفض الحديث عن أي تمديد، فليس من صالحه. وهذا ما ستقرره القوى الوطنية والواقع وإذا كان هناك تمديد فهو تمديد الفترة الانتقالية.
المبادرة أنقذت اليمن
* ما هو تقييمك لدور مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة الانتقالية في اليمن؟
- اعتقد أن المبادرة الخليجية أنقذت اليمن وكانت ضرورة، وليس صحيحا مسألة أنها التفاف على الثورة، الكثير من المشكلات حلت عن طريق المبادرة، والآن عندما نرى الأوضاع الحاصلة في مصر وتونس وليبيا وسوريا التي لم تخرج إلى أي طريق تسوية، نرى أن المبادرة الخليجية كانت إنقاذا لليمن، وإذا طبقت المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة بروحها وبصدق وجدية فهي مخرج وهي استكمال للثور.. الثورة عادة عندما ينتهي العمل العسكري والمسلح سيفضي إلى تسوية مثل سوريا، الآن مصر قامت بثورة، ولم يكن هناك توافق سياسي وكان هناك اجتثاث للحزب الحاكم والدولة العميقة عادت من جديد، لكن نحن لدينا خارطة مستقبل.
* ما رأيك بمن يقول أنها تقوم بفرض أجندة على الحوار ونتائجه؟
- ليس صحيحا، لا يتحدث أحد أن دول الخليج تحاول أن تفرض أجندات، ربما يتحدث الناس عن دور أمريكي أو دور أوروبي أو بريطاني، لكن لا يتحدث الناس عن تدخل خليجي في مخرجات الحوار، بل كانت تعين وتساعد وخاصة المملكة العربية السعودية، وقدمت العون والمساندة، أما إذا كان القول عن المانحين فأعتقد أن هذا ليس خللا في المانحين، ولكن الخلل في الحكومة التي لم تستطع أن تستوعب مخصصات المانحين.
قطر مهمة في المنطقة
* كيف تقيمون دور قطر بشكل خاص في اليمن خلال المرحلة الانتقالية، ودعمها للمبادرة الخليجية؟
- قطر أصبحت دولة مهمة في المنطقة، لكن بالنسبة لليمن حدثت بعض الحساسيات، وحدث تضارب في بنود المبادرة الخليجية، وحاولت بعض الأطراف أن تذهب هنا أو هناك، فأصبحت قطر هي من دول الخليج التي تم استبعادها، لكن بشكل عام بقيت قطر لها علاقات ثنائية جيدة مع اليمن، لكن ذلك لا يعني أن قطر مستبعدة من أي دور، أعتقد أنها في الفترة القادمة ستجد مكانها خصوصا في الفترة الانتقالية القادمة.
* القيادة السياسية اليمنية، كيف تنظر إلى دور قطر في اليمن؟
- القيادة السياسية تنظر إلى قطر بصورة طيبة، وتمت زيارات على مستوى رئيس الجمهورية وعلى مستوى المبعوثين، وقطر لم تعمل على إعاقة عملية التسوية في اليمن، وربما ابتعدت عن هذا الأمر حتى لا تعكر هذه التسوية ومسارها. الآن فترة المبادرة الخليجية ستنتهي في الفترة القادمة، وأعتقد أنه يمكن لقطر أن تعلب دورا في الفترة القادمة، والمشكلة أن الأدوار كانت في السابق مجرد استقطابات على مستوى اليمن، لكن الآن بعد مؤتمر الحوار ستخرج القوى السياسية برؤية واضحة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وستؤسس لدولة يمنية مدنية حديثة، وبهذا سيكون التعامل مع قطر وغيرها من الدول على هذا الأساس.
* بشكل عام، كمحلل سياسي كيف قرأت دور قطر خلال ثورات الربيع العربي، والتغيرات الأخيرة في المنطقة؟
- طبعا قطر كانت الأكثر حماسا لثورات الربيع العربي، وربما هذا ادخلها في خلافات مع دول خليجية ودول أخرى، تخيل أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تلعب دورا في المنطقة، ودول الخليج الأخرى تريد أن تلعب دورا كذلك، وقطر تريد أن تلعب دورا، ربما تحاول قطر أن تكون مركز استقطاب، فقطر عُرفت أنها التي دعمت ربيع الثورات العربية، تجد ذلك في مصر بشكل خاص وليبيا، وأيضا في اليمن في البدايات ولا تزال، لكن الإشكالية في اليمن أن التسوية لم تفض إلى إنهاء طرف واحد، بل أعادت إنتاج السلطة السابقة بطريقة أخرى، وجاءت بجديد، فلم تستطع قطر أن تتعامل مع القوى الجديدة في موقف موحد مع القوى التي أفرزتها الثورات العربية.
الآن ما يمكن أن يمثل ربما تراجع أو الانتكاسة في ثورات الربيع العربي، هذا قد يجعل قطر تتحمل مسؤولية، مع أنه كان لها مواقف جيدة تجاه ثورات الربيع العربي، لأنها وقفت مع الإرادة الشعبية.
ثورة تغيير قطرية
* ما رأيك بالتغيير الكبير الذي حدث في قطر مؤخرا، حيث تم تسليم السلطة من سمو الأمير حمد إلى سمو الأمير تميم، بمعنى أن السلطة انتقلت من الجيل الأول إلى الجيل الثاني؟
- كان هذا حدث من الأحداث البارزة الجيدة، أعتقد أن القيادة القطرية رأت أن تسلم الحكم لهذا الجيل الثاني وهي في كامل قوتها وقدرتها، حتى لا تذهب إلى مظاهر بعيدة، أو أنها تأتي بطريقة غير شرعية.
وأعتقد أن هذا يدل على أن هناك مراجعة في القيادة القطرية، حيث قادتها الحكمة إلى تسليم الحكم إلى الجيل الثاني، لأنه يفكر بطريقة مختلفة بعيدا عن الحسابات القديمة، وعلى أساس أن تبدأ مرحلة جديدة.
وأعتقد أن هذا يتوافق مع مطالب تسليم السلطات للشباب، وهي غاية ثورات الربيع العربي، أن يسلم القيادة للجيل الثاني، لكن هذا ليس معناه أن يكون هناك عداء للجيل القديم، أي نظام الحكم السابق، بمعنى أن نظام الحكم عندما يسلم الحكم للجيل الذي يليه بطريقة سلمية وشرعية، فهي أفضل من الثورات وأفضل من الانقلابات.
مصر واليمن
* ما هو تعليقك على الوضع المصري، وهل يمكن أن يؤثر على الوضع اليمني؟
- على اعتبار أن مصر دولة محورية في الوطن العربي فهي مؤثرة، بشكل أو وبأخر، لكن في مصر حاول البعض في الداخل اليمني أن يجر اليمن إلى الساحة المصرية.
* كيف؟
- جماعة الإخوان المسلمين خسرت الحكم في مصر، فهناك من يطالب ويحرض اليمن بأنها تقف مع مصر، حتى أنهم يريدون من السلطة الرسمية أن تعادي وتدين وتسمي ما حدث في مصر انقلابا، فهذه محاولة لجرنا لقضايا لصالح أحزاب أو جماعات، وليس في علاقة بين الدول والشعوب، ولهذا لم يتورط الرئيس هادي في هذه المسألة.
* ما هو الموقف الرسمي اليمني مما جرى في مصر؟
- مع الدولة المصرية ومع الشعب المصري وإرادته، لكن أنها تقف في هذا الوقت مع فلان أو علان، هي تقف مع الدولة المعترف بها، وإلى أن يقرر الشعب المصري، إذا غلب وعاد مرسي ستتعامل الدولة مع مرسي، التأثير الآن ينبغي أن يكون تأثير ايجابي بمعنى أن ترسل رسالة لليمن، أن أي حزب أو جماعة تريد إقصاء الآخرين ولا تعتمد الشراكة فإنها ستفشل.
* هل تقصد أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أقصت شركاءها من الحكم والسلطة؟
- في مصر رأيي أنها أقصت الجميع، واعتقد أن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة حاولت أن تصبغ الدولة المصرية بصبغتها، ولم تستطع أن تشرك الآخرين، ولهذا الآن ربما حصل الانقسام، وحصل انقسام في مصر، فكيف لم تستطع أن تستوعب هذا.
في اليمن ممكن أن يكون التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) شبيه بهذا، صحيح أنه نجح في اللقاء مع المشترك، والآن في الدولة مشارك ولا يمارس الإقصاء، لكن في مصر كانت الرئاسة ومجلس الشعب وغيرها للإخوان، أما في اليمن لم يحصل السيطرة الكاملة، فالتأثير الإيجابي أننا لا نريد أن نستبعد أحد، ونريد أن نقوم بشراكة في هذا الأمر، أيضا دول الخليج والعالم يجب أن لا تُفشل هذه التجارب أي ثورات الربيع العربي، بحيث تصبح الدول تعيش في فوضى كما يحصل في مصر، إن شاء الله تنتهي هذه الأمور، فيحرصوا على أن لا تفشل تجربة اليمن.
* أخيرا، هل من رسالة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟
- اعتقد أن اليمنيين الآن مطالبون الوقوف وقفة جادة، ويجب أن تتجلى الحكمة اليمينية الآن، لأننا في مفترق طرق في نهاية الحوار. وهناك من لا يريد لهذا الحوار أن يخرج بنتيجة، لكن عندما نخرج بنتيجة غير متوافق عليها ستكون هناك الكارثة ولن يسلم منها أحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.