العظماء لا يصدر عنهم إلا كل عظيم، ففي كلمة فخامة الرئيس بعيد الاستقلال استمعت لخطبة عصماء، تؤكد صدق قائلها، وعزيمته في إنجاز ما وعد به، وتنفيذ ما قد بدأه، تعاظمت الأفكار، وتعاظم حاملها، تكاثرت المشاكل، فوقف لمعالجتها حكيم يماني، صلب ، قوي العزيمة، شجاع، مطاع في قومه، فهمه بناء يمن اتحادي جديد، يمن تسوده العدالة، والمحبة، والسلام. كلمة أحاط فيها هادي بكل أمنيات اليمنيين، وجمع فيها أحلام اليمنيين، ومد يد السلام لكل محبي السلام، ولكنه السلام المبني على العدالة، والمساواة. كلمة يفوح منها عبير السلام، والمستقبل الأفضل، فكل عبارة يجب أن تكتب بماء الورد، والذهب الخالص النقي، هادي جمع في كلمته طموحاتنا في يمن كبير، يسوده الحب، والعدالة، والمساواة، ففي كلمته دعا من هم هناك، ومن هم هنا لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، ألم نقل أن هدفه السلام؟ بلى هذا هو هدف هادي السامي الذي ناضل، ويناضل من أجله. فهدف هادي هو اليمن الكبير، ومن رسم له هدفاً لابد من تحقيقه، وهادي قد شرع في تحقيق هدفه من خلال الإعلان عن تقسيماته الستة، فأصبح هدفه هو مشروعه الذي يشتغل عليه، فمشروع اليمن الاتحادي هو ما توافق عليه اليمنيون، ويسعى هادي ليجعله حقيقة، ومن كانت قضيته واضحة المعالم، وضحت الرؤية لديه، فقضيته هي إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة، وبكل تفاصيلها، وبسيف السلم. فخامة الأخ الرئيس، كأنني اليوم أمام شاعر العربية المتنبي، وأنا أحدثه عن إنجازاتكم، وكأني به يقول فيكم: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغار صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم فقيادتكم لليمن في هذه الظروف تعتبر ضرباً من الخيال، وضرباً من المجازفة، ولا يقدم على قيادة بلد بهذه الظروف إلا قائد متمرس، قلبه كالصخر، قلبه كقلب الأسد، قائد أحب وطنه، وبذل لأجله كل غالٍ، ونفيس. هادي لا فض فوك، ولا مس العدو لك طرفاً، ولا أسقط الله لك رايةً لوطن حملته عالياً، حملته بين جوانحك، وسرى حبه في دمك، هادي أيها الرئيس المنصور لقد هزمت المستقبل القادم المتلبد بظلامه الأسود، ففتحت لنا بكلماتك نوافذ نحو الأمل المنشود، الأمل في وطن كبير، يضم الجميع، ويحنو على الكل، فخامة الرئيس هادي، لقد بشرتنا كلماتكم بأمل ننشده، ومستقبل نأمله. برصاصات الآباء انتصرنا، وبسيف السلم سننتصر بإذن الله ثم بحكمتكم سننتصر على المشاريع البليدة التي تأتي خارطتها من الخارج، سنرسم معكم خارطة اليمن الجديد، فكل يوم نعيش معكم الأمل، وكل يوم نستلهم منكم الصبر، ونعيش بعزة الآباء الذين قارعوا المستعمر البغيض، سنعيش معكم وسنكون عوناً لكم ، لتنتصر اليمن على كل المشاريع المتقزمة، والمشاريع العرجاء، سنكون معكم فخامة الأخ الرئيس مهما تعاظم الخطب، ومهما قويت شوكة الباطل، وأهله، فنحن معكم، وسنظل معكم، فالحق أبلج، والباطل لجلج، فبمناسبة عيد الاستقلال نهنئكم، وكل عام وأنتم، والشعب اليمني كافة بخير، وصحة، وعافية.