يامن تلهثون وراء المناصب! نصح مستشار رئيسة قائلا : أن الله تعالى قد أحلك محلا عليا شامخا، واشركك في حكمة، ولم يرض أن يكون أمر احد فوق أمرك، فلا ترض أن يكون أحدا أولى بالشكر منك، وليس الشكر باللسان، وإنما هو بالفعال والإحسان. قال الله تعالى : (اعملوا ال داؤد شكرا) {سبأ 13}. واعلم أن هذا الذي أصبحت فيه كان لرجل قبلك وهو خارج عنك بمثل ماصار إليك فاتق الله فيما حولك من الأمة، فإن الله تعالى (سألك عن القتيل و النقير والقطمير). قال تعالى (( فوربك لنسالنهم أجمعين.. عما كانوا يعملون)) {الحجر 92/93} وقال تعالى : ((وان كان مثقال حبة من خردل آتينا بها وكفى بنا حاسبين)) {الأنبياء 47}. واعلم أن الله تعالى قد أتى ملك الدنيا بحذافيرها سليمان بن داؤد عليه السلام، فسخر له الإنس والجن والشياطين والطير والوحش والبهائم، وسخر له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب. ثم رفع عنه حساب ذلك اجمع فقال له : ((هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب)) {ص39} فو الله ما عدها نعمة كما عددتموها، ولا حسبها كرامة كما حسبتموها، خاف أن تكون استدراجا من الله تعالى ومكرا به فقال:((هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام أكفر)) {النمل 40} فافتح الباب، وسهل الحجاب، وانصر المظلوم، واغث الملهوف، اعانك الله على نصر المظلوم، وجعلك غيثا للملهوف وإمانا للخائف. روى إن العباس عم النبي صل الله عليه وسلم جاء إليه فقال : يارسول الله أمرني إمارة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (يا عباس، نفساً تحييها خير من إمارة لا تحصيها، أن الإمارة حسره وندامه يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل) فهل من مسؤول يعي ومستشار ينصح في هذا الزمن الذي كثر فيه القتل وزاد فيه الجور والجوع والمهانة؟ لعل وعسى. و الله من وراء القصد