مايحدث في العاصمة المؤقتة عدن، أمر مخز وعار على كل من يتشدقون بالوطنية والقضية والسيطرة على الأرض، والتي تحولت إلى سيطرة على الأرض بالمفهوم المشاهد على الأرض فعلاً .. أليس من العار أن يقدم الشعب دماء وأرواح خيرة أبنائه ورجاله باسم الذود عن حياض الوطن وعزته وكرامته، ثم يأتي عديمو الضمائر والحياء والمجردون من الوطنية والأخلاق ليسطوا على المؤسسات والمرافق والأراضي العامة والخاصة والمتاجرة بها، وباسم النضال والمناضلين والمقاومة والمقاومين والثورة والثوار والجرحى والشهداء والشعب والقضية والوطن والوطنية والوحدوية والإنفصالية والشرعية والإنتقالية ....الخ من المسميات التي يتدثر بها من لا إنتماء وطني لديهم ولا لهم علاقة بالقضية أو بالإنسانية.. وإلاّ ماتجرأوا أن يرسمون علم الجنوب أو يرفعونه على مختلف العشوائيات المبنية على الأراضي العامة أو الخاصة التي تم السطو عليها ونهبها دون وجه حق من قبل ثوار الغفلة المزورين، والذين أتضح أن كل أفعالهم الشنيعة هذه لم تكن عفوية وعشوائية كما تبدو على الواقع، بل تنفيذاً لمخطط خبيث له أهداف خبيثة أهمها : أولاً : إضفاء شرعية على ماتم الاستحواذ عليه وتحت أغطية رسمية من قبل متنفذي وأزلام النظام البائد، والتي كانت أحد أبرز أسباب ثورة شعب الجنوب وردته الإنفصالية، وبعد إنتهاء النظام وحين أصبح الجنوب تحت يد أبنائه كما يدعون فهازهي تلك الأملاك قد اكتسبت شرعية أقوى من ذي قبل بفضل أفعال من يدعون زوراً أنهم حماة الجنوب والذين تحول جُلهم إلى حماة لتلك الأملاك والأراضي الجنوبية المنهوبة مقابل نصيبٌ معلوم وبطرق متعددة لايتسع المجال لذكرها. ثانياً : إن ذلك المخطط يهدف لزرع الإحباط في نفوس عامة الجنوبيين المتطلعين لحال أفضل فانتقلوا بعد كل تلك التضحيات الجسام للأسوأ عدا القلة المستفيدة والمتنفذة ، وهو مايولد لدى الشعب مشاعر القهر والندم على تلك التضحيات الجسام التي قدمها من أجل الوصول لهدف عظيم وسام يحقق مصالحه قاطبة، وليس لهدف حقير ودوني يحقق مصالح غير مشروعة وضيقة لأفراد أو جماعات إنتهازية.. وبالتالي دفع الشعب إلى ردة فعل معاكسة بالإتجاه الذي كانوا هاربين منه ولما كانوا يلعنونه وكافرين به قبلاً وهذا هو المطلوب في المحصلة ليدخلوها كما دخلوها أول مرةٍ...! ثالثاً : بهدف المقارنة بين الأوضاع في الجنوب منذُ التحرير والأوضاع في الشمال منذُ سيطرة الحوثيين ، والتي باتت تصب لصالح الحوثيين بإجماع خصومهم المحليين والخارجيين وكل المجتمع الدولي، بينما بات هناك إجماع مقابل.. بأن الأوضاع في الأراضي الجنوبية المحررة وحقائق مايعتمل على مختلف الصعد على ساحتها، لايشرف شعب ولاشرعية ولا إنتقالي ولا تحالف ولا مقاومة ولا قوى سياسية ولا حراكية ولا أي قوى مجتمعية .. ومع كل ذلك هاهو الواقع مستمر أمام مرأى ومسمع الجميع، ويزداد تردياً وتعقيداً وبإدارة مشتركة من كل من هم مستفيدين وموكل لهم أدوار تنفيذ ذلك المخطط المشؤوم.. وإلاّ هل يُعقَل أن تخلو (إتفاقية الرياض) من أي بنود صريحة وقوية لمعالجة ووقف مثل تلك الجرائم التي يفترض أن تنال الأولوية وكبح ومعاقبة أصحابها .. لهذا لاغرابة أن تزداد تلك الأفعال شراسةً بعد الإتفاق عما كان قبله لكون العارفين ببواطن الأمور قد قرأوا ماحمله الإتفاق مما اعتبروه كضوء أخضر وحصانة وعدم تجريم مثل تلك الجرائم أو التعرض لأصحابها ..!!!.. فهل الأمر سينتهي عند ذلك كأمر واقع يحظى بكل تلك الأغطية؟!!.. أم سيكون للشعب وقواه الحرة كلمتهم الفصل التي ستغير الواقع برمته ؟!.. الأيام والمرحلة القادمة ستحمل الإجابة .. وغداً لناظرهِ قريب .. - رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية