حروب و قتل و تهجير وتدمير للبنى التحتية واستنزاف للاقتصاديات العربية ، ووصل الحال حد أن غالبية العرب يعيشون تحت خط الفقر ، وهذا نتاج لتحالف الشيعة و الاخوان ضد العرب ، فكل الدول العربية التي ظهر فيها ما يسمى بالربيع العربي كتونس و الحروب كما في ليبيا و سوريا و اليمن و العراق و الأزمات المفتعلة في مصر و السودان ، نجد تحالف وثيق خفي تارة و معلن تارة اخرى بين العابثين في هذه الدول و يتمثل ذلك في الاذرع الشيعية في تلك البلدان و حزب الإخوان والجهات الداعمة لهم ايران و تركيا و قطر.. ان عقدة النقص هي ما يجمع بين تلك الدول الداعمة للعبث والفوضى في الوطن العربي ، فإيرانوتركيا دخلتا الاسلام بحد السيف ولم يدخلاه طواعية ، ولانهما كانتا امبراطوريتين قويتان ( فارس والروم) فحد السيف الذي اجبرهما على الدخول في الإسلام ظل عقدة نفسية لدى النخب العلياء فيهما و يسعيان دوما للتعويض عن ذلك بحكم العرب و السيطرة عليهم ، اما قطر و حكامها فصغر حجمها و حجم حكامها مقارنة بجارتها السعودية ، جعل من ذلك عقدة ملازمة لهم و تسعى بطرق شتى ليكون لها شأن و قرار و تدخل في الدول العربية حتى ولو كان ذلك القرار هو احلال فوضى عارمة وخلاقة وكل ذلك فقط نكاية بالسعودية و حكامها..
ان تلك الدول و اذرعها في الوطن العربي يبنون اجندتهم و أهدافهم وخططهم من خلال استغلال عاطفة المواطن العربي و العزف على اوتارها ، وتعتبر قضية فلسطين و القدس اكثر ما يثير الشارع العربي و بالتالي يضعونها على رأس خطابهم الديني و السياسي والإعلامي ، مع ان الحقيقة و الوقائع و الأحداث تشير إلى عكس ذلك تماما..
سبق و ان تابعنا المسرحية الهزلية لسفينة مرمره وكيف انتهت قصتها الدراماتيكية ، فلقد أعقبها التوقيع بين أردوغان و النتنياهو على صفقات تاريخية سياسية و تجارية و عسكرية و لم يكن فيها لصالح فلسطين او القدس حتى مجرد كلمة بين قوسين في بنود تلك الاتفاقيات..
وبالمثل بالنسبة لإيران فحزب الله و نصر الله كان حاجزا وسدا منيعا و حارسا لحدود إسرائيل ، ومعلوم ان الجنوب اللبناني كان موقعا و مركزا لنشاط المقاومة العربية و الفلسطينية و من كانت تنطلق العمليات الفدائية ضد الجنود الإسرائيليين و منذ سيطرة حزب الله عليه اصبحت المنطقة و إسرائيل آمنة مستقرة ، وحتى في اوج عمليات القصف الإسرائيلي لغزه كانت صواريخ نصر الله و مليشياته تلتزم الصمت و الحياد و لا تتذكر شيئا عن القدس و فلسطين..
الماكرة قطر كانت الأشد ضررا على القضية الفلسطينية ، فدعمها اللا محدود لحماس ماديا و لوجيستيا كان من منطلق ان تبقى غزة منفصلة عن الضفة و تسعى بكل السبل للحيلولة دون تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وهذا ما تريده إسرائيل و يسهل الأمر عليها في تعاملها مع الفلسطينيين و مفاوضات السلام مع الحكومة الفلسطينية... ولا ننسى التعاون بين الموساد و قناة الجزيرة في خلق الفوضى في الوطن العربي و تأجيل أي حديث عن فلسطين و القدس مما يتيح الفرصة لإسرائيل لتهويد ما تبقى من القدس..
اليمن لم يكن أحسن حالا عن بقية الدول العربية التي تعرضت لمؤامرات تحالف خمينيات اردوغان ، فمنذ الإطاحة بنظام صالح سعت مبكرا تلك الدول لتمكين أذرعها من السيطرة على مجريات الأحداث المتسارعة ، فدعمت إيران الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى ومع تدخل التحالف العربي سعت تركيا و قطر لتمكين ذراعها حزب الإصلاح من الاستحواذ على مراكز صناعة القرار في الحكومة الشرعية و تعطيل جهود التحالف في تحرير العاصمة صنعاء و ذلك من خلال تجميد جبهات القتال مع الحوثيين كما نلاحظه في مأرب و تعز او كبح جماح قوات التحالف و المقاومة من التقدم نحو صنعاء و مناطق سيطرة الحوثيين و بدا ذلك واضحا من خلال ابرام اتفاق الحديدة لتعطيل تقدم الإمارات العربية والمقاومة من السيطرة على الحديده ومينائها الذي لم يتبق الا امتار من اقتحامه والسيطرة عليه.. كما سعت تلك الدول من خلال حزب الإصلاح للوقيعة بين الإمارات و السعودية و افتعال المشاكل جنوبا الامر الذي مكن الحوثيين من إحكام سيطرته شمالا و منحه الوقت الكاف لإعادة ترتيب صفوفه و بالتالي اعاقة التحالف واستنزافه اقتصاديا و سياسيا من خلال تشويه دوره عبر قناة الجزيرة و اعلامييها و اقلام اعلاميي اذرعها في اليمن.. لإيران اهداف و لتركيا أهداف وللاخوان و الشيعة عموما اهداف ، ولكن المشكلة في البعض من الاخوة الجنوبيين الذين ليس يسعون لتبني وتحقيق اهداف هؤلاء دون دراية فقط نكاية بآخرين فلا صلة لهم بهم واهدافهم وهم فقط مطايا و أول من ستحرقهم نا هؤلاء... فمتى سيصحون....؟!