بمجرد أن يرفع التحالف الغطاء الجوي سيتم اجتياح عدن من قبل ما يسمى بالجيش اليمني الشرعي وسينتهي الإنتقالي ويتلاشى في بضعة أيام إن لم تكن ساعات معدودة. هكذا عودت نفسي دائماً بعدم المكابرة والإعتراف والإقرار بالحقائق رغم كرهي الشديد لجيش الإحتلال اليمني إلا أنها ستكون نهاية وانتكاسة وخيمة للمجلس الإنتقالي، وستصبح عدن تحت حكم سلطة أمر الواقع. للأسف الشديد المجلس الإنتقالي عمل على نسف مبدأ التصالح والتسامح الذي قام عليه الحراك الجنوبي في 2007م، كما عمل أيضاً على اتساع الهوة وشق الصف الجنوبي وخون كثير من الشخصيات الجنوبية المرموقة، وأعطى دور لشخصيات ليس لها أي نضال أو بصمات تذكر وهمش كثير من الشرفاء والمخلصين. كما أنه فتح عدن على مصراعيها وجعلها غنائم بيد اللصوص والبلاطجة والفاسدين، حيث تركهم ينهبون الأراضي ويصادرون الممتلكات دون رقيب أو حسيب. لم تشهد عدن منذ أن سيطر الإنتقالي عليها إلا التزاحم على نهب الأراضي والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، وتشويه المدينة بالمباني العشوائية، وتغيير الطابع الديموغرافي للمدينة حيث تم جلب مئات الآلاف من القرى والأرياف دون مراعاة سكان عدن الأصليين، وتسليم عدن للسلفيين الذين يعتبرون الوجه القبيح والرجعي للإخوان المسلمين وذراع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهذا ما حذرنا منه سابقاً بأن الإنتقالي يتجه عبر طرق وعرة يصعب عليه العودة منها. شخصياً:
لا أتمنى للمجلس الإنتقالي الجنوبي هذه الإنتكاسة التي ستكون فيها نهايته لا سمح الله، فهو فصيل جنوبي ونحن من منطلق حرصنا وإيماننا بالقضية الجنوبية لا نتمنى لأي جنوبي أن ينكسر مهما اختلفنا في الإيدلوجيات ووجهات النظر. لكن أتمنى من الإنتقالي أن يعيد النظر بسياسته وأن يبتعد عن ثقافة التخوين ولا يتوكأ على عكاكيز الشخصيات المشبوهة التي ليس لها أي قبول في نفوس الكثير. كذلك يجب أن يكون نموذجاً ناجحاً في المناطق التي يسيطر عليها حتى يكسب ود الشارع ويلتم الجميع حوله. أما أن يبقى على هذا الحال فهو كل يوم يقزم نفسه ويتحول من عملاق ضخم يحمل هم شعب ووطن إلى دمية رخيصة وقزم منزوع الهيبة من نفوس محبيه قبل خصومه وهذا ما سيعجل بزواله!!