توضيح لابد منه لم أكن عضواً في الانتقالي لا في الامانة العامة ولا المحافظة ولا المديرية ولكن جنوبيتي تحتّم على مناصرته ، لاسيما وقد تصدّر المشهد لاستعادة الجنوب ، فإن أفلح كان له الفضل بعد الله ، وأن لم يفلح أثنينا على ماقدمه من جهود لم يحالفه التّوفيق فيها. وما أراه من وجهة نظر شخصية أن كل جنوبي مؤمن بعودة الجنوب ولديه القناعة التّامة بعدالة قضيته ، لا يمكن له أن يكون على خلاف مع الانتقالي مهما كانت الأسباب ،وأن وجدت هناك اختلافات في الآراء، أظن أنه لا يضير من مناصرته لاسيما وهدفه المعلن عودة الجنوب. لأن العقل والمنطق يقول أن الانتماء حقاً للجنوب ينهي أي خلاف بل أنه يتطلّب من كل جنوبي (كلا في موقعه) أن يكون داعماً له في السرّاء والضرّاء حتى يتمكّن من التفرّغ لخصومه الذين يحاولون منعه من بلوغ هدفه المعلن. ولهذا أرى أن صاحب الهدف السّامي والنّبيل لا ينظر اطلاقاً إلى صغائر الأمور ولا يحاول الولوج إلى سفاسفها ، ناهيك أن دعت الضّروره لتقديم التّنازلات في سبيله ، لم ولن يمانع طالما والمصلحة العليا تقتضي ذلك. وعليه أكاد أن أجزم أن من يقف اليوم ضد آمال وتطلعات الجنوبيين هم أشخاص متمصلحون ، لاهم لهم إلاّ مصالحهم الشخصية، يسعون اليوم وبكافة السّبل إلى زرع بذور الفتنة والعمل على تمزيق نسيج الجنوب الاجتماعي ، لأعاقت عودة دولته دولة النّظام والقانون ، لمعرفتهم الجيدة أن عودتها تمنعهم من الحفاظ على مصالحهم الشخصية وعلى ما كانوا يحصلون عليه من امتيازات سابقة.