لعل الكثير يتذكر معي كيف كانت الإشادة بالكابتن سامي النعاش مدرب المنتخب الوطني بعد النتائج الأكثر من رائعه في بطولة غرب اسيا بالعراق وبعدها المستوى الملفت الذي قدمه أفراد المنتخب اليمني أمام سنغافورة والسعودية في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكاس اسيا والعالم.. حقيقة لو نظرنا من زاوية تحمل رويه فنيه واقعيه سنجد أنفسنا في موقف متعاطف مع مدرب المنتخب و لاعبيه ولن يتطلب منا سوى ان نقول الله يكون في عونهم عطفا والظروف التي سبقت دخول المنتخب بطولة غرب اسيا وبعدها التصفيات الاسيويه ومن ثم بطولة الخليج فأغلب اللاعبين أتوا إلى معسكر المكلا وهو اول معسكر اعدادي لم تتعدى أيامه العشر وهم في وضع نفسي صعب و تهيئه بدنيه و أعداديه ربما صفرية اذا نظرنا لعدم وجود بطولات ومسابقات محليه كالدوري والكأس ولهذا فمافعلوه كان يفوق كل ماكان يدور في خلدنا في حين كنا ننتظر هزائم قاسيه فالفوارق كلها كانت تنصب في مصلحة الآخرين. الا ان المدرب الو طني سامي النعاش وبحنكته ودهاؤه عمل على استغلال حماس وموهبة اللاعب اليمني وعرف كيف يجعل ذلك يتغلب على جوانب الإعداد والتهيئة ليقلب كل التوقعات بنتائج لم تكن في الحسبان مطلقا. صفقت له الجماهير الرياضية في الداخل والخارج. واشاد بذلك الأداء كل المهتمين المتابعين. ولكن لابد لتلك المغامرة وذلك الحماس والتفوق الذي قدمهم اللاعبين الابطال ومدربهم الرائع ان يكون له تراجع وانكسار بعد جهد كبير وحضور ذهني غير عادي فمع مرور الايام والشهور وضعف الاعداد المسبق ظهر واضحا الإرهاق والتعب.. اضافه الى الجانب النفسي هو الاخر بداء يأخذ دوره فاللاعب في الأخير انسان له مشاعر وعواطف فالبعد عن أهلهم. أسرهم ووطنهم لشهور له من التأثير النفسي الكبير ممايعكسه نفسه على تركيز اللاعب داخل الملعب ويصيبه بالشرود الذهني وهذا ماحصل في مباريات خليجي 24 حيث وصل المنتخب الدوحة بعد مشوار طويل بذل فيه كثير من الجهد والتعب والغربه فيما الآخرون أتوا إلى الدوحه من أحضان أهلهم وذويهم ووطنهم ونفسياتهم واستعدادهم عال العال .. ولهذا كان من الواجب علينا أن نصفق للاعبينا ومدربهم بدلا من شن هجوم لامبرر له نظر للواقع والمعطيات التي رافقت منتخبنا في سفره الطويل وماقدمه من جهد وابداع ونتائج لم تكن تراود اكبر المتفائلين.. لهذا فان قرار اتحاد الكره في الابقاء على الكابتن سامي النعاش كان صائبا وحكيما كونه لم يرضخ لأي عواطف لاتعرف قراءة مابين السطور ولاتملك فن ألرويه التي تختزل مسافات البعد في تحقيق ماهو ما أبعد من ذلك.. فتحيه كبيره للكابتن سامي نعاش ولكل لاعبي المنتخب الذين تغلبوا في أكثر من موقعه على الظروف وألصعاب وادخلوا الفرحة إلى قلوب شعب يعيش انكسار وهموم وإحزان لايحتملها غير الصابرين والظافرين والمؤمنين برب العالمين.