وبدعوة من جمعية ردفان الخيرية حضرنا اليوم لقاء بهذه الذكرى العظيمة في عدن. في جمعية ردفان الخيرية في عدن عقدنا فيها أول لقاء تأسيس وإشهار مبداء التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي في 13 يناير 2006م . في البداية دعونا نعطي لمحة سريعة عن الأسباب التي دعتنا لتداعي واعلان هذا المبدأ العظيم غاية وهدف والاسباب هي كما يلي: فاجأتنا قناة اليمن الرسمية في أواخر عام 2005م لا اذكر بالضبط التاريخ في نشرتها الاخبارية المسائيه بخبر عن نبش مقبرة في الصولبان والعريش وكان أحد مذيعي النشرة يعرف بالصوت والصور للجثث المنبوشة ويقول بأن هذه الجثث هي جثث أبناء محافظة كذا ومحافظة كذا الذي قاموا بقتلهم أبناء محافظة وقبايل كذا في يناير 86م . وفي نفس تلك الليلة التي شاهدنا فيها هذا الخبر تداعينا لنصبح اليوم الثاني في مقبرة معسكر طارق والتي كان علي عبدالله صالح ونظامه يريد نبشها في صباح اليوم الثاني لكي يكرر نفس اسطوانه الفتنة التي أعلنها عند نبش مقبرة الصولبان ويقول ان من قام بقتلهم ابناء المحافظات التي نبشت مقابرهم في الصولبان. ولكن ابناء الجنوب ومع بداية طلوع شمس اليوم الثاني لهذا الخبر المفتن اللعين أصبحنا في مقبرة معسكر طارق صحيح في اليوم الاول لم يكن جمعنا كبير بل العشرات فقط وهم من سمعوا الخبر وكانوا متواجدين في عدن ولكنا قمنا بمنع الشيولات التي اتت لنبش المقبره وطبعا تعرضنا للتهديد بالقتل والسجن من قبل جنود نظام الاحتلال اليمني . ولكنهم اصطدموا بصمودنا وعدم السماح لهم بنبش المقبرة. وهذا للتاريخ كان لصحيفة الايام والمناضل الجنوبي العظيم الشهيد هشام محمد علي باشراحيل دور كبير في نشر خبر اعتصامنا المفتوح في مقبرة طارق في اليوم الثاني بعنوان بارز (منشية) في أعلى الصفحة الاولى لجريدة الأيام . ومجرد نزول صحيفة الأيام في السوق في اليوم الثاني اعتصامنا إلا وأبناء الجنوب يتوافدون من كل محافظات ومناطق الجنوب . وفي اليوم الثاني كما اضن بادر الاخ المناضل الجنوبي علي منصر والذي كان متواجد معنا في المقبرة من فجر أول يوم بدعمنا ب خيمتين نصبناها في المقبرة واعتصمنا فيهما. والاخ على منصر كان سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي في عدن . واصلنا الاعتصام لعدة أيام لا أذكر بالضبط كم مكثنا فيه وتمت مداهمة خيمنا من قبل قوات الأمن المركزي وتم أخذ مجاميع مننا الى سجن البحث الجنائي إلا أن هذه المداهمات لن تزيد أبناء الجنوب الأحرار الا ثبات وصمود . وفي الأخير تم العدول عن نبش مقبرة طارق امام صمود ابناء الجنوب الاحرار. الأخ الرئيس علي ناصر محمد سمع خبر نبش مقبرة الصولبان اعتصامنا في مقبرة معسكر طارق وبادر بدعوة إلى تحويل يوم 13 يناير الى دعوة للتسامح والتصالح بين ابناء الجنوب وذلك عبر موضوع نشره الشهيد البطل هشام باشراحيل في صحيفة الأيام . واخذنا دعوة الأخ الرئيس علي ناصر محمد وبدأنا التشاور في تنفيذ هذه الدعوة ذات البعد السياسي وإغفال باب الفتنة التي يريد علي عبدالله العزف عليه. استمرينا في لقاءاتنا المتواصلة ومناقشة اعلان كيف وفين سيتم اعلان التسامح والتصالح في 13 يناير 2006م وتحويل هذا اليوم المشؤوم الى يوم للتآخي والمحبة وتجاوز سلبيات الماضي الجنوب . اذكر اننا التقينا أكثر من لقائين في جمعية العواذل في المنصوره وكنا ناوين ان نعقد اللقاء في جمعية العواذل ولكن ظهر لنا ان هناك مشكله بين الهيئه الاداريه للجمعيه. ولاننا نريد تؤسس لمبدا تسامح وتصالح يجب علينا ان لا نقبل بأن نكون سبب في اي اشكال وعندها قال الاخ علي منصر ومحمد محسن رئيس جمعية ردفان انهم مرحبين باللقاء في جمعية ردفان وتم اللقاء في جمعية ردفان في 13 يناير 2006م وفي تاريخ 15 يناير 2006م تم اغلاق جمعية ردفان الخيرية بقرار من رئيس نظام الاحتلال علي عبدالله صالح بسبب هذا اللقاء الذي لايرغب فيه علي عبدالله صالح ونظامه الاستبدادي القمعي . ندخل الآن في مفهومنا لهذا المبدأ. اعتقد ان اي سلوكيات تتنافى مع هذا المبدأ هي بسبب مفهومنا المتفاوت للتسامح والتصالح فمنا من يفهم هذا المبدأ بانه مختص فقط بأصحاب الرأي الواحد واخرين مننا ايضا يفهمونه بانه مبدأ جنوبي لا يستثني منه اي جنوبي لمجرد فكرة أو رأيه أو توجهه السياسي. وانا الحقيقه اميل الى الرأي الثاني واعتبر أن هذا المبدأ يجب يشمل كل أطياف الشعب الجنوبي بكل تبا بناتهم واختلافهم. وافهمه انه لايمكن لأي مجتمع في أي بلد ان يكون مجمع بصوت واحد ورأي واحد لأن واقع الاختلاف والتباين غريزة خلقها الله في البشرية وله حكمته فيها ولهذا انا فاهم التسامح والتصالح هكذا انه يجب ان نفتح قلوبنا لمن يخالفنا الراي او التوجه من ابناء جلدتنا وليس بالضرورة ان اقتنع برأيه او اقنعه برأيي ولكن انطلاقا من مفهوم لهذا المبدأ انه لايمكن ان الجاء الى العنف وبناء المتارس لمن اختلف معه مهما كان الاختلاف. لسنا الوحيدين في هذا الكوكب الذي نختلف ونتباين بل كما اشرنا بانه غريزه الالهية لان الله سبحانه تعالى لو خلق البشريه بفكر وراي وهدف واحد لما كان وضع جنه ونار وكما اسلفنا ف لله حكمته في مخلوقاته. وطبعا قلنا ان التباينات موجوده في كل بلدان العالم ولسنا الوحيدين ولكننا الوحيدين في اختيار وسيلة العنف واعتبارها الحل الوحيد لتجاوز الاختلاف. ونجهل اننا بسبب اللجؤ الى العنف نؤسس لحقد وكراهيه وعداوة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل. اما البلدان التي يحكمها العقلا ودولة المؤسسات فانهم يديرون خلافاتهم وتبايناتهم بعقليه وثقافه تنبذ العنف والعنف المضاد واختاروا الوسيله الانسب اختاروا الطريقه الديمقراطيه في تجاوز الاختلاف والتباين لديهم بعيد عن اللجؤ الى العنف الذي لايزيدهم الا خراب ودمار ومشاكل يصعب تفكيكها وحلها بسهولة. واخيرا فالموضوع يطول ان اسهبنا أكثر فيه ولكننا نقول إن التسامح والتصالح يجب ان يطبق على الواقع وليس مجرد شعار ومناسبه نحتفل بها في ذكراها ونتقاتل فيما بين المناسبه الماضيه والقادمه لهذا المبدأ. طبعا قررت ان اكتب هذا الموضوع المتواضع لسماعي لبعض المتحدثين اليوم في هذا اللقاء والحقيقة أن بعضهم بعد إعلان هذا المبدأ كان في الضفه المعاديه له واليوم اسمعه اكثر تشدد ويدعي لقتال من يختلف معهم من ابناء الجنوب وحبينا نكتب وجهة نظرنا ومفهومنا المختلف عن مفهوم الداعين بناء المتاريس والاقتتال لمن يخالفهم الراي أو من لم يكن في كيانهم السياسي وفي ويتحدثون بهكذا لغة في ملتقا التسامح والتصالح ايضا.ن هذا رايي واحترم راي من يخالفني . العميد علي السعدي