سيظل الأحرار يُرشقون بسهام اللصوص والفاسدين ما تعاقب الليل والنهار. أخي القارئ اعلم ان الصراع بين الخير والشر ليس وليد الساعة او العام او ولكنه بدا مع خلق ابينا ادم عليه السلام ..اجل لقد سجد الملائكة لادم اذ امرهم الله الا ابليس أخذته العزة بالإثم وشحن بالكبر والتعالي فلم يكن من الساجدين.. ثم بقي يتربص بابينا ادم وزوجه حواء حتى أخرجهما من الجنة. وفي الارض بقي الصراع بين الخير والشر فانبرى ابليس هو ومن تبعه من ذريته وكذلك من ذرية ادم يحملون راية الشر ويهاجمون الخيرين بشراسة من ذرية ادم.. ومن الأمثلة قتل قابيل لاخيه هابيل حسدا وهما الاثنان اولاد ادم. ولم يردع فريق الشر مع كثرة التهديد والوعيد الالهي بعقابهم ومن ذلك قوله تعالى في خبر حادثة ابني ادم (من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير حق فكانما قتل الناس جميعا) . وبعد هذه التوطئة انظروا ما الذي يحصل امام اعين الجميع اليوم من صراع بين الخير والشر يصل في احايين كثيرة الى ازهاق الأرواح وإراقة الدماء. لقد أصبحنا في زمن غريب يعيش فيه الانسان الحر النزيه الشويف كالغريب او كاليتيم على مائدة اللئام.. وليس لنا الا ان نردد قول رسول الله: فطوبى للغرباء. غير ان مايؤرقني ويقض مضجعي هو ان تجد العامة والبسطاء يعاملون من الخاصة وهوامير الفساد بظلم تصعق له السماء ومع ذلك كله تجدهم يصفقون لجلاديهم ويرقصون طربا لظالميهم دون ادراك او وعي بان مايقال لهم من أولئك الفاسدين هو ضرب من الوهم والكذب والوعود العرقوبية. ويبدو ان خنوعهم لامور منها: 1.تقبل العيش بخنوع لسيطرة العجز عليهم. 2. الملق والنفاق للوصول بذلك الى مراتب عليا و للسلامة من الأذى. 3. ضعف الايمان عند هؤلاء القوم وماعلموا ان كلمة حق في وجه سلطان جائر هي اعلى مراتب الجهاد. 4. الغباء وعدم التمييز بين الصدق والكذب والخير والشر.