كل ما يحدث على أرض الوطن من تفاقم الأمور في شتى مجالات الحياة اليومية المرتبطة بحياة المواطن وكذا الحالة الحربية التي أُخضعت البلاد لها منذُ الانقلاب الحوثي واجتياحهم المحافظات وموقف كل الأطياف السياسية وقبلها الدولة وحكومتها العاجزة جعل الدولة في المقدمة والحكومة وكل الأطياف السياسية في المؤتمر والاشتراكي والاصلاح وكل ما انشق وانبثق منها من أطياف سياسية وفصائل عسكرية في عنق الزجاجة بين النجاح في إدارة البلاد والخروج بها من المأزق إن لم تكن هي من أسباب تلك الازمات التي أدخلت البلاد في حالة من الهستيريا الاجتماعية والنزع الاقتصادي والصراعات القبلية والمذهبية . وما يحدث اليوم من اختراقات عسكرية ومدنية في معقل الشرعية في محافظة مأرب يضع الحكومة بتشكيلاتها الحزبية المختلفة في محك الحسم والانتفاض من براثن التخاذل وتسويف الأمور وانتظار تقديم من قبل الأخرين وفي أثناء ذلك التعرض للمزيد من الانتهاكات والاختراقات التي تحط من قدرة الجيش والقوى المتحالفة معه في النظرة الشعبية في الداخل وكذا على مستوى الاقليم والعالم . سكوت الحكومة والانسحاب من مواقع الجبهات يضع الجيش الوطني وكل القوى العسكرية الداعمة له محلية واقليمية يضعها في المحك والاختبار الصعب للخروج من تلك النائبة التي جعلته مقيد وأعطت الفرصة لقوى التمرد والعدوان الظهور بمظهر القوي المتمكن فهل يستطيع الجيش ومن يقف إلى جانبه من رد الاعتبار وصفع الحوثيين بحزم وقوى ليس فقط رداً على القصف الذي طال العسكريين والمدنيين في مأرب ولكن ليقول لهم أيها المارقون كفى عبثاً بمقدرات الدولة وبمعيشة الشعب منذُ اعلانهم الحرب والسيطرة على مفاصل الدولة أو قل تمكينهم من السيطرة على مفاصل الدولة. إن احتفاظ كل القوى والأحزاب والشخصيات بمواقعها ومناصبها وبقائها مسيطرة على منافذ الدولة ومراكز الهيمنة فيها من خلال إعادة الهيكلة لهم وتدويرهم في المناصب والمواقع يضع الدولة وقوى التحالف الرئيسة في عنق الزجاجة وهي تقف ضدّ مطالب وصوت المواطن الذي ملَّ من وجود تلك القوى وعرف ضيق أفقها وخدمتها لمصالح خاصة غير وطنية ورعايتهم لمصالح أحزابهم وقبائلهم وأسرهم والوطن والمواطن إلى الجحيم. وأكثر ما يضع الدولة والحكومة في عنق الزجاجة والاختبار الصعب هي ما تنتهجه من سياسة دس الرأس تحت التراب في مواجهة الاحتياجات الاساسية والتفاعل مع القضايا الحيوية ودليل ذلك ما حصل من من مواجهة الحكومة لنقابة المعلمين وفوج المعلمين المرافق لها بوابل من الرصاص في الوقت الذي كان يفترض منها الجلوس على مائدة الحوار والاحتكام للقوانين واللوائح والخروج بما يرضي هذه الشريحة الفاعلة في المجتمع ، والملف الاخر العملة التي أصبحت ريشة في مهب الريح تقاذفها الأمواج في اليوم الواحد يمنة ويسرة وعلى أثر ذلك تتعارض الحالة المعيشية للمواطن لكثير من الاهتزازات دون أن تحرك الحكومة ساكناً بل غد وجودها في قصر معاشيق للترفيه والنزهة الشتوية وصرف أكبر ما يمكن صرفه من نثريات إن لم يكن جلها في حين أن المواطن يعيش حالة من البؤس والجوع وربما ضيافة واحدة في قصر معاشيق تسد رمق حي بأكمله.