يقفُ المرءُ حاجراً ومتوتراً وقلقاً، وينتابهُ الكثيرُ مِن الخوف والجزع وعدم الاستقرار والطمأنينة، ويصابُ حقاً بصدمةٍ كبيرة عندما يهلُّ عليه مثل هذا الخبر المُفجع والمخيف في آنٍ واحدٍ وعن أكثر الأمراض خطورة وهو اكتشافُ ثلاثِ حالات إيدز وفي شهرٍ واحدٍ بوادي حضرموت مقارنةً بالسنوات الماضية والتي نادراً ما نسمَعُ عن حالة واحدة فقط في السنة، أو في السنتين أحياناً ومن خارج اليمن، والملفتُ للنظر أنّ وراءَ كل حالةِ إيدز مُوجِبهُ الفحص تختفي أكثر مِن عشر حالاتٍ.. فهل يعود السبب إلى عدم حصول المجتمع على معلومات مستفيضة تخصُّ الوقاية من الأيد ز؟ أو أنهم يخشَون الحديثَ عنه حتى لا يصابون به، ومن ثم يتعرّضون لضغط اجتماعي قوي، ويَخشَون آراء الآخرين؟ أو يعود السببُ لعدم فاعليةِ مُنّسِق الايدز ومركز المشورةِ، وعدم مساعدة هؤلاء الأشخاص وتزوّدهم بخدمات الطب النفسي وتخصصات أخرى و الاستماع إليهم على مدار الساعة وتأمل الوشاح الأحمر والأخطار المصاحبة للمرض في وقت لم يعد الايدز يعامل بذلك الخوف في العقود السابقة وبدء الناس يتعايشوا مع المصاب بشكل إنساني له حقوقه،.
وبعد إن ابتلى بمرض أو يعودُ السبب لقلة ونُدرةِ حملات التوعية للفئات المستهدفة أو لقلة التعاون المجتمعي مع المشكلة بما في ذلك الخطباء والشخصيات القيادية في المجتمع لأن انتشار مثل هذه الحالات وبهذه النسبة -حاله كل عشر أيام- مدعاةٌ للتساؤل والقلق، فمَن يتحملُ هذه المسئولية بالدرجة الأولى والأخيرة؟ وهل يدركُ الجميع حجم المشكلة وما يتركه من أثر على مجتمعنا المحافظ على القيم الإسلامية السمحاء وفي وقت أظهرت دراسةٌ طبية حديثة أنّ رُبع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" غير مُدركين لحقيقة إصابتهم بالمرض، وهم مسئولين بطريقة مباشرة عن نقل الفيروس لما يصل إلى 75% من الحالات الجديدة .
إن كثيرا من المرضى ما زالوا يعتقدون بأن فيروس نقص المناعة المكتسبة هو بمثابة "الحكم بالإعدام " أو وصمة عار خاصة بين الرجال والنساء العاديين على الرغم من التقدم الواضح في طرق العلاج والوقاية ولتسليط الضوء على هذه المشكلة والحلول لها حاولنا اللقاء مع ذوي الاختصاص لمعرفه الأسباب الخفية لانتشار هذا الوباء الدكتور هاني خالد العمودي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان حضرموت الوادي والصحراء وجهنا له هذه الأسئلة:
1-بنظركم ما تقييمكم لهذه المشكلة التي باتت تتفاقم في الوادي وتشكل خطر على أبناءه ؟ 2-ما هو دوركم لتنشيط جهود قسم مكافحه انتشار فيروس الايدز ؟ 3-ما هي الخطوات العملية للحد من انتشار فيروس الايدز سيما وان وراء كل حاله عشر حالات مخفيه ؟
-الدكتور سالم عمر الكاف منسق برنامج مكافحة الايدز في وادي وصحراء حضرموت.
1-ما هي أخر إحصائيات المرض في هذه السنة مقارنه بالسنوات الأخرى ؟ 2-ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الانتشار المخيف ؟ 3-السبل في نظركم للوقاية ؟ 4-وما تم عمله إلى الآن للحد من انتشار المرض ؟
-الدكتور مصطفى علوي مولى الدويلة مدير المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية ومسئول مركز المشورة والفحص الطوعي الخاص بالايدز – فرع الوادي والصحراء.
1-مَن المسئول عن انتشار مثل هذه الحالات ؟ 2-لماذا وصلْنَا إلى هذه المرحلة ؟ 3-كيف يتعايش المريض مع أسرته ولا يشكل خطورة على المجتمع ؟
أن فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يتسبب في عدم قدرة أجهزة المناعة في الجسم على الدفاع عن نفسها من كثير من الأمراض ، فعندما يغزو الفيروس الخلايا المناعية الرئيسية ويتكاثر فإنه يسبب تدميرا لجهاز المناعة بالجسم مما يؤدي إلى حالة ساحقة من العدوى أو السرطان وهكذا يكون الجسم فريسةٌ سهلة للأمراض، مما يؤدي في النهاية إلى الموت لذا كان لزاما تطبيق الاحتياطيات المعيارية في جميع مواقع الصحية لما له من دور في الوقاية من المرض وتوجيه المجتمع بالمخاطر حيال هذا المرض وطرق انتقاله ليسعد مجتمعنا ويكون خالياً من فيروس الايدز .