إن مشروع البناء والسلام والتنمية له جيوش وادوات و تخطيط في كل الدول مثلما للحرب أيضا، والشباب هو العمود الحقيقي الذي يعتبر نقطة الإرتكاز والتقدم والدينامو في كل مجتمعات العالم، فهو الأكثر نشاطًا و إنتاجًا وحركية ،لكن ثمّة أسباب ومشاريع تحوله إلى أداة هدم تزجّه في مشاريع عبثية يدفع ثمنها حياته ويدمر وطنه ويمزق نسيج مجتمعه ويساهم في إذكاء لغة العقل والمنطق والحوار التي يفترض أن يحييها لتطالب وتخاطب الأطراف المتحاربة إيقاف الحرب من جانب ،و فرض وجود دولة قوية لا تقصي أحد وتجعل المجال مفتوح لكل الشباب في تنمية و نهضةوطنهم وتوظيف قدراتهم التوظيف الصحيح الذي يعزز من بقاء دولته ووطنه على قائمة البلدان التي تتحرك بها عجلة النهضة من جانب آخر .
لم يكن اتجاه الكثير من الشباب اليمني وسقوطه في مستنقع الحرب محض صدفة و إنما كان نتيجة مؤلمة افرزها الواقع المآساوي الذي تعيشه اليمن منذ إندلاع الحرب التي دمرت كل جميل ،عندما نحاول المقارنة بين الشباب اليمني مع الشباب في بقية الدول العربية فإننا نجد أنه يعيش على الهامش، طموح يقاوم في وجه البندقية ، وحلم ينهض من بين ركام وطنًا ممزق تكالب عليه الداخل و الخارج ،وثمّة أسباب كثيرة لدخول الشباب في مضمار هذه الحرب منها ظروف قاسية اسقطته في مستنقع الحرب و اجبرته على الالتحاق وأيضا هناك اسباب ايديولوجية عن طريق تكريس أفكار معينة دينية أو غير ذلك ، لكن هناك فرق بين من دخلها على أساس ظروف معيشية قاسية وعلى من دخلها تحت سبب إيديولوجي فألاخير خطره على مستقبلنا جميعنا أما الأول بمجرد حصوله على فرصة عمل سيتخلى لأنه يريد الكسب ليعيش وهذا حق من حقوقه يفترض أن يتوفر بلا حرب فعلينا الوقوف إلى جانب أصوات السلام لنبني وطننا ونحقق أحلامنا التي هي أكبر و أعظم من مشاريع التمزيق والتدمير .
إن السبب الحقيقي في غرق الشباب اليمني بمستنقع الحرب على عكس الدول المجاورة هو ظروفهم القاسية التي انصدمت بواقع يهمشهم ويوصد في وجههم أبواب الفرص التي تعولهم وتكرس طاقاتهم للبناء و التنمية ، فلم تستغل تلك القدرات الشابة الطموحة وعندما لم تجد شيء من الذي كانت تحلم به فمن الطبيعي أن تصاب بالإحباط وتحاول البحث عن أي شيء يعود لها بالمادة التي تعينه على شظف الحياة وقساوتها فكانت الحرب أحد الوجهات بعد أن توقفت مصادر الدخل ورواتب الموظفين في معظم المؤسسات الحكومية وهذا إنعكاس يحول طاقات الشباب الحالم إلى قوة كاسحة للهدم بدل البناء فأي وضع كارثي خلفته الحرب يا هؤلاء ، فعلينا نحن الشباب الإيمان بالسلام الذي يكفل لنا العيش بأمان وتحقيق طموحنا وغاياتنا فليست ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻟﻠﻘﺘﻞ ،ﻭﻻ ﻃﺮﻕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻟﻠﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍلا نهايتنا كما يقول أحد الفلاسفة وعلينا أن نضع ذلك في الاعتبار لكي نكون قادة سلام وتصالح لا مدافع حرب .