في هذه الايام التي نعيشها سوية يقام فيها المؤتمر اليمني للحوار الوطني كبند تنفيذي من بنود المبادرة الخليجية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على ارض الواقع هل هناك جدوى فعليه من هذا الحوار بين الاطراف المتصارعة و الدم اليمني عموماً و الجنوبي خصوصاً يسال في الشوارع ... و أي حوار هذا و هو يقام بين احزاب و جماعات و عائلات تتصارع على السلطة و ليس لها من هذا الشعب ادنى مسؤولية او إحساس بالواجب تجاهه. أي حوار و نسبة مشاركة الشباب فيه لا تتجاوز 20% من ممثلي اعضائه و الشباب هم الذين ضحوا بدمائهم و ارواحهم قدموا الدم من اجل الحرية و في آخر الامر لا تتجاوز مشاركتهم الربع وهم الذين لولاهم لما كان لهذا الحوار المزعوم أي وجود الان ,, أي حوار و المدرعات و الجنود تنتشر في غالبية مدن دولة الجنوب و على رأسها العاصمة "عدن" حوار يتسلم فيه كل عضو من اعضائه ما يقارب المليون ونصف ريال خلال شهر واحد فقط من مشاركتهم فيه,, و شعب مدينة عدن يغط في سبات الظلام بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الم يكن الاجدر ان تصرف هذه الاموال لمستحقيها. الم يكن الاولى ان يدعموا عدن بقدره كهربائية كافيه من اجل ان يتحصل المواطنون الى ادنى حقوقهم المعيشية ,, فكيف يكون الحل لهذه المعادلة العجيبة ؟! فكيف تصوب سلاحك الى رأسي و تدعوني للحوار ؟! أي منطق هذا و أي عقل طبيعي يمكنه ان يتقبل دعوتك ؟! وكيف تغلق المستشفيات الحكومية بدعوى الصيانة المزعومة و تعطل من مسيرة إنتاج المصانع و تجهل الشباب وتنشر السلاح بيد كل بلطجي و تُعدم الامان و تهمل الصحة و النظافة و تدعوني للحوار؟! أي حوار هذا الا اذا كان حوار بين موتى ,, وللأسف ما اكثرهم من اعضاء في هذا الحوار احياء بدنياً لكنهم متوفيين اخلاقياً وفكرياً ووطنياً وحتى ثقافياً. حوار قائم على اساس الضغينة و انتصار كل عضو لفريقه وليس على اساس الوطنية وحب المصلحة الشعبية الحق,, الحق اقول لكم بأن الحوار لا يكون اسماً على مسمى مالم يكن قائماً على الحب و التألف و ليس على احتلال ارض الغير ... اننا نحيي اصوات شماليه نادت بالاعتراف بالقضية الجنوبية و حقوق الجنوبيين المشروعة و لكن الحوار الحقيقي لا يقام على القول فقط و إنما على الفعل بشكل اساسي. اوقفوا مدرعاتكم ,, اوقفوا بطشكم وقتلكم وسفككم لدماء الجنوبيين الاحرار اوقفوا مغتصبيكم للأراضي الجنوبية و ممتلكات ابناء هذا الشعب الابرار اوقفوا بث سمومكم و فتنكم بيننا التي تصدر من ثعابينكم الخباث الاشرار اوقفوا الاعيبكم و خزعبلاتكم فشعب الجنوب قد اتخذ بالحرية و الثورة القرار
اوقفوا .. و اعطوا هذا الشعب الذي انزلتوا من كرامته بين الامم حقه المشروع من خدمات و معيشه كريمة وحريه واتقوا الله في يوماً لا ينفع فيه لا مال ولا بنون الا ما أوتي الله بقلب سليم و ليس بجيب مليء بأموال هذا الشعب الفقير. الحوار كلنا نقول له نعم ,, فلا احد يكره الحوار بين المتصارعين ، لأن هذا واجب ديني امرنا الله به ,, ولكن امرنا اولاً واخيراً بأحقية المطالبة و القتال من اجل الحرية فالمسلم حر بفطرته بإنسانيته و بكرامته لا يذل و لا يهان وقد كرمه الله عن سائر المخلوقات بالعقل و الحرية ، وخص العبودية لله الواحد الاحد.
فأوقفوا موت الحياة الذي تعيشون فيه و ابدأوا الحوار الحقيقي , حوار بين دولتين وليس حوار بين عائلتين و حزبين .