خلال اليومين الماضيين شهدت سواحل عدن وتحديدا ساحل أبين تغير في لون البحر وانبعاث رائحة كريهة ازعجت المواطنين وعبروا عنها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من منازلهم بالقرب من السواحل والبحار. وهناك من عبر عن قلقه خاصة بعد نفوق عدد كبير من الأحياء البحرية ومنها الأسماك التي وجدت على الشواطئ وبأعداد كبيرة ولم يعرف أحد الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة في عدن. ما حدث تسبب في تحرك عدد من الجهات المعنية ومجموعة من الشباب تحت اشراف السلطة المحلية بمديرية خور مكسر من أجل انتشال الاسماك المتواجدة على الساحل والقيام بحملة نظافة وتوضيح لسبب حدوث هذه الظاهرة والتي عرف أنها تحدث في فصل الصيف في معظم السواحل والبحار. تقرير : دنيا حسين فرحان *ما هي هذه الظاهرة وأسبابها والمناطق التي تحدث فيها: تركت ظاهرة تحول مياه البحر على شاطئ الرملة البيضاء في الأيّام الماضية إلى اللون الأخضر بلبلة مع بيانين متناقضين لجماعة "نحن" ولحملة "الازرق الكبير"، ففي حين اعتبر "الأزرق الكبير" ان ما حدث ظاهرة طبيعية تحدث غالباً في الصيف مع ارتفاع حرارة الجو والمياه، وهي عبارة عن تجمع العوالق النباتية، مؤكدة ان لا علاقة لهذه الظاهرة الطبيعية بالتلوث. ولا تشكل خطراً على رواد البحر، بالمقابل لفتت جمعية "نحن" الى ان ما حدث هو نتيجة ازدهار مفاجئ غير طبيعي للعوالق بفعل وجود تلوّث عضوي للمياه، وهو يمكن أن يشكّل خطرا على صحّة السبّاحين والأحياء المائية. وينتج بعض هذه "الازدهارات" سموماً تقتل الأسماك والثدييات والطيور، أو قد تسبب مرضاً لدى البشر أو تلحق بهم الموت في الحالات القصوى. كما انتشرت صور المياه الخضراء بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بقي رواد البحر على عادتهم القديمة، ولم يتراجعوا تحت تأثير تغير لون المياه من الازرق الى الاخضر، لا سيما مع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة في مختلف البلدان والمناطق. *تشكيل فريق علمي متخصص من مركز دراسات البيئة البحرية والتلوث بسبب دراسة الظاهرة : تم تشكيل فريق علمي متخصص من مركز دراسات البيئة البحرية والتلوث والتابع لهيئة علوم البحار باحث عبدالحكيم محمد سعيد استشاري التلوث البحري ومدير عام المركز بناء على توجيهات رئيس الهيئة العامة للأبحاث علوم البحار والاحياء المائية د.هناء رشيد احمد وبالتعاون مع الهيئة العامة لمصائد خليج عدن, والباحث محمد حسن باشعيب رئيس قسم التلوث البحري في المركز , مهندس ايهاب النجاشي نائب مدير الرقابة والتفتيش البحري. وفور تشكيل الفريق تم النزول الى شاطئ ساحل ابين بهدف دراسة ظاهرة نفوق كميات من الاسماك الصغيرة واغلبها من نوع العيدا وكذلك كميات من الأصداف البحرية ذات المصرعين وخروجهما الى الشاطئ بفعل حركة الأمواج والتيارات البحرية وبفعل الانتشار الكثيف للطحالب الخضراء والتي اعطت صبغتها لتحول لون البحر إلى الأخضر. وعادةً ما تزدهر هذه الطحالب في مثل هذا الوقت من السنة وخاصة مع بداية دخول الصيف في البيئة البحرية ولكن من الملاحظ ان التغير المفاجىء لدرجة حرارة البحر ومع حركة التيارات جعلت من كثافة هذه الطحالب الانتشار في مساحات واسعة من الساحل ،، حيت تتبعنا حركتها من قبل اسبوع عندما بدأت تظهر على شواطئ المكلا ثم شبوهوابين خلال الايام الاربعة الماضية ووصولها في الانتشار والظهور في منطقة شقرة قبل يومين وبالأمس وبفعل حركة التيارات وصلت الى شاطئ ساحل ابين في المحافظة عدن. إن هذا الانتشار الكثيف للطحالب الخضراء والنباتات البحرية المجهرية بهذا الشكل ادت الى استهلاك كميات كبيرة من الاكسجين المذاب في الماء والذي فعلاً سبب اختناق وموت الاسماك الصغيرة لعدم قدرتها على تحمل نقص الأكسجين ولكن الشي المؤسف هو نفوق كميات من القواقع البحرية والمعروفة بذات المصرعين ذات الحساسية من نقص الاكسجين ودخول جزيئات الطحالب المجهرية الى جهازها الداخلي ، ان خروج ذلك النوع من القواقع يعود الى تزامن ازدهار ها وتكاثرها في هذا الوقت من العام ، اثناء النزول تم أخذ عينات من الأسماك والقواقع البحرية كما اخذت عينات من ماء البحر وتم حفظها لغرض استكمال المعاينة والفحص كإجراء بحثي علمي يقوم به المركز. *السلطة المحلية بخورمكسر تنظم حملة نظافة واسعة لساحل أبين من المخلفات والأسماك النافقة نظم المجلس المحلي لمديرية خورمكسر، محافظة عدن، حملة مجتمعية لتنظيف ساحل أبين من المخلفات وجمع الأسماك والأحياء البحرية النافقة بسبب ظاهرة (الازدهار الطحلبي السام) وإحراقها، بمشاركة عمال قسم النظافة بالمديرية وبالتنسيق مع صحة البيئة والمبادرات المجتمعية وشباب مديرية خور مكسر. وتهدف الحملة التي سيدشنها الأستاذ ناصر الجعدني، مدير عام مديرية خور مكسر، رئيس المجلس المحلي، عند الساعة السادسة والنصف صباح غد الجمعة، بإذن الله تعالى، تهدف إلى الحفاظ على المظهر الجمالي للساحل ونظافته، بالإضافة إلى التخلص من الأسماك النافقة المنتشرة على طول الساحل، حفاظا على صحة وسلامة أبناء خورمكسر، وكذا الأسر والعائلات التي ترتاد الساحل والكورنيش باستمرار للتنزه والترفيه عن النفس، لما قد تسببه تلك الأحياء البحرية النافقة من تلوث صحي وبيئي، لا سمح الله. *للتوضيح تعد هذه الظاهرة من الظواهر الطبيعية في البيئة وتجعل ماء البحر ذو صبغه خضراء وخاصة في المناطق والأعماق الصغيرة القريبة من الشاطئ وستختفي هذه الظاهرة في الأيام القادمة بفعل التيارات البحرية.
