يبدوا أن اليمنيين قد كتب عليهم الشقاء والعناء أينما حلو وأرتحلو,وأن لعنة السياسية الهوجاء ستلاحقهم حيثما اتجهوا وحيثما كانوا, وسيصيبهم من تلك اللعنة الكثير والكثير وسيدفعون ثمنها غال جدا على الرغم من أنه ليس لهم في (عير) السياسية السخيفة أو ( نفيرها) حتى أقل القليل. إلا أن الحظ العاثر الذي مني به اليمنيون هو من قادهم لأن يكونوا كباش الفداء التي يقدمها الساسة أو تقدمها المناكفات السياسية قربان لكل من أراد أن ( يشفي) غليله من اليمنيين أو ينتقم من ساستها الهمجيين الذين لم يكن الشعب في يوما من الأيام ضمن حساباتهم وهمومهم وخططهم (الجهنمية) التي يسعون من خلالها لإحتلال كوكب ( المريخ) الذي هو الغاية والهدف والأمنية التي يتمنى ساستنا الكرام أن يحققوها في ظل عجزهم التام في امتلاك كوكب (الأرض) الذي عاثوا فيه فسادا وأهلكوا الحرث والنسل ليغدوا صحراء قاحلة تتسع لجشعهم ونهمهم في الإسيتلاء على أكبر قدر من الأراضي والعقارات. اليمني العادي ولن أقول السياسي هو وحدة الذي يدفع ضريبة أخطأ الساسة الكرام مهما كان مبلغ تلك الفواتير التي يتنصل ساستنا الكرام من تسديدها على مر الأيام على الرغم من أن أمعائهم لم تعد تحتمل أن يدخل فيها حتى الهواء بعد أن وصل ( الشبع ) فيها حد التخمة وترهل الأحشاء التي لم تعيقهم عن مواصلة مشوار الفساد والخراب. وحينما نقول هذا فليس ذلك من قبيل الإضحاك أو الاستهزاء ولكن لأن الواقع هو من يحكي هذا وتخبر كل المؤشرات صحته وحقيقته التي ظهرت اليوم جلية أمام الملاء دون استحياء أو خجل ودفع ثمنها المغترب اليمني الذي يعاني اليوم أحلك اللحظات وأصعبها بعد أن شنت عليهم الجارة (السعودية) حملة شعواء نكلتهم وأرقة جفونهم وأقلقت سكينتهم وبثت الرعب بين جوانحهم بحجج وأعذار واهية لن يقبل بها عقل ( المجنون) الذي جن جنونه بفعل سياستنا. المغترب اليمني يصارع من أجل البقاء والحفاظ على (لقمة) عيشه بعد أن لفظه شعبه ووطنه وأضطر إلى ترك الجمل بما حمل والاغتراب خارج الوطن ليعيل أسرته التي تنتظر منه ما يجنيه بفارع الصبر ,على الرغم من أن ذلك لايأتي إلا بشق الأنفس وبالجهد الجهيد والإهانات والشتم والاحتقار من قبل بعض من يضنون أنهم (يقطنون) الفضاء واليمنيون في (جحور) الجبال,فيكيلون على كل من تقع عليه أعينهم السب والشتم ويفرغون تلك ( الفضلات) في وجه اليمني البسيط.. ومع هذا يضل اليمني يصارع ويناضل ويضع في أحدى أذنيه ( طين) والأخرى ( عجين) حتى لا يشعر أنه بلا كرامة وأنه بلا مشاعر وأحاسيس وحتى لا يسمع تلك الكلمات النابية الموجعة التي تشق الجسد إلى نصفين. واليوم قامت الدنيا في الجارة ( السعودية ) ضد كل يمني ليس لأنها تريد تطبيق القوانين وتعيد هيكلة العمالة اليمنية التي هي من أعطت للسعودية الوجه الحسن والصورة البهية التي هي عليها اليوم ولكن ربما لان في نفسها شيء من ساستنا الذين ربما أخلوا بالعهود ونقضوا المواثيق وقطعوا حبل الوصل وهدموا جدار المصالح التي كانت قائمة بين الأطراف فلم تجد السعودية إلا أن تستغل ضعف هؤلاء المغتربين وحاجتهم للعمل وللوظائف وتطاردهم في كل مكان وزمان وحتى في الأحلام التي لم تكن ودريا قط بل كوابيس مفزعة أولها الجوع والاغتراب وآخرها التنكيل والتعذيب.