فرضت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس الماضي عقوبات اقتصادية على خمس شركات إماراتية بتهمة نقل النفط الإيراني.. علما ان النظام الإيراني يستخدم عائدات مبيعات النفط والبتروكيماويات لتمويل العمليات الارهابية للحرس الثوري بالمنطقة وعلى هذا الاساس يقبع هذا النظام تحت وطأة العقوبات الاميركية والدولية منذ سنوات .. بالمقابل شهدنا قبل ايام فقط توجها روسيا مثيرا وعلى غير العادة باتجاه دولة الامارات من خلال تصريحات الرئيس بوتين والتي اكد فيها بأن روسيا ترى في دولة الامارات شريكا مستقبليا وواعدا بالمنطقة .. وهنا لاحاجة للاشارة بان تلك التصريحات قد حملت رسالة روسية ملغمة وموجهه لاكثر من طرف، كما اكدت في نفس الوقت ان الروس لازالوا يمتلكون بالفعل مفاتيح اخرى لادارة اللعبة والتحكم بأزمات المنطقة اطول فترة ممكنة تضمن من خلالها روسيا مصالحها واهدافها الاسترايجية هناك .. وهنا وفي ظل هذه التطورات والمستجدات الاخيرة على مستوى الساحة الاقليمية تحديدا فان عدد من التساؤلات ستبرز مجددا الى السطح وباتت حقا بحاجة الى اجابات دقيقة وواضحة ولعل اهمها هو ! هل بدأ الصراع الاميركي الروسي الماثل خلف اسوار حلفاءه بالمنطقة على الاقل حتى الساعة في الدخول الى مرحلة جديدة قد تبدو بالفعل اكثر احتكاكا وحساسية من اي وقت مضى؟ وهل حان دور دول الخليج في دفع فاتورة ذلك السباق الدولي كحال جيرانها سلفا بالاقليم؟ في الحقيقة واذا ما صحت تلك الادعاءات الاميركية بحق الامارات فان مجلس التعاون الخليجي بالفعل سيكون حينها على موعد وشيك مع حالة من التفكك الداخلي ولربما اعمق بكثير من تلك التي انتجتها أزمة العلاقة والخلاف مع قطر . ..وبطبيعة الحال فان هكذا تصور لن يكون واقعا حيا الا بعد ان تكون ازمة العلاقة بين الامارات والسعودية قد اتسعت اكثر وبات من المستحيل إحتواء تداعياتها ؟ عموما..لا احد يتمنى حدوث ذلك .. فتداعيات وانعكاسات هكذا تصدع خليجي لا محالة ستخلف أثرا مضاعفا واكثر تعقيدا على المنطقة برمتها .كما ان صداها لن يتوقف عند الازمة باليمن وحسب ؛ هنالك اقطار عدة مرشحة لأن تصلها حمى الفوضى والاضطرابات حال فقدت الدولتان الخليجيتان الاهم استقرارهما واتزانهما المعهود بالمنطقة؟