استحدثت الامارات طريقا جديدا لمواجهة عيال المسيرة والاخوان وكل تفرعاتهم.. الاجهزة الامنية المناطقية، كانت هي الحل. كل ابناء منطقة يؤمنون منطقتهم، وينخرطون في التنسيق الوطني القومي لمواجهة الذراع الايرانية. وتحققت الكثير من الانتصارات، وتوقفت لعبة الكر والفر التي كانت حولت العاصفة كلها الى تجارة بقيادة الاطراف العتيقة. كان ذلك هو الاختراق الحقيقي في مواجهة الاخفاقات الوطنية وما انتجته من جريمة كبرى يقودها عبدالملك بدرالدين.. ومن المؤسف أن لا تبدأ السنة الخامسة للعاصفة الا وقد انتهت هذه التجربة بكلها، وقد غادرت الامارات هي وكل الافكار الحداثية التي نجحت. ايقاف مانجح، والعودة الى مافشل وفشل وفشل على مدى سنوات، وبرعاية التحالف أيضا. حتى الامارات نفسها، صرفت النظر عن الفكرة بكلها. اثبتت الاحداث ان الازمة اليمنية عبارة عن ماضي عتيق، لديه اذرع شكلية تعمل وتقول عكس ماتدعي. المثقفون، الثوار، الحداثيون.. كلهم وقفوا مع الماضي ضد الحاضر، مع القديم وهم يشتكون منه ويشتمونه.. ماكأنهم يعرفون مايقولون.. انهارت التجربة المناطقية الايجابية، المناطقية التي يمكن البناء عليه لانجاز مشروع وحدوي حقيقي، وعدنا للمناطقية القبيحة التي لاتترك للناس سوى التمزق في مواجهة منطقة المركز الفاسدة والعاطلة. سنة خامسة نعود فيها الى الصفر.. لن ينتصر فيها الحوثي ولا خصومه، سيبقون اطرافا تتحارب لاجل مصالحها أما كرؤى وافكار واساليب عمل.. فكلهم نسخة واحدة.. ليس هذا استسلام ولا تشائم، هو فقط بسط للتحديات، وعلينا مهما كانت ان نواصل كفاحنا بانتظار جولة أخرى من المعالجات الحداثية التي قد تأتي حين نؤمن بها من جديد..