* #عبدالله_أحمد_صالح_بن_اسحاق تختلف جدتي مع معشر عامة العربان في قولهم من خاف من علة مات بها، والذي يشاطرهم الراي حوله بعض الأطباء حيث يقولوا ان احتمالية نجاتنا من هجوم فيروس كورونا يعتمد على قوة اجهزتنا المناعية وان اجهزتنا المناعية تتأثر سلبا بزيادة قلقنا الذي عادة مايسبب لنا زيادة في افراز الغدة الكظرية لهرمون الكورتيزون الذي يقلل بل يحبط دفاعات اجهزتنا المناعية، الا جدتي فهي ترى ان زيادة التطمين وتخفيف القلل اليوم ضرره اكثر من فائدته و هو طريقنا الاسرع الى الهلاك والانتحار، فحين زرت مكتب جدتي بهينن اليوم وطلبت منها ان تلخص لي ابسط استراتيجية يمكن ان نعتمد عليها في هذه المرحلة الحرجة للتخفيف من حدة التوتر والقلق، فأجابت بغضب "ومن قال لك انني اريد الكل يطمان ايها الاحمق"، فقلت لها هذا ماعهدته فيك يا جدتي محبتك لبث السكينة والتفاؤل والامل، فقالت بغضب ايها الاحمق ان سلاحنا واملنا في النجاة من الجائحة التي نواجها اليوم هو العزل، واخذت من فوق مكتبها اربع صفحات ورمت بها في وجهي قائلة اقراء يامتعلم يابتاع المدارس، فحينما تصفحت الوريقات فاذا بها عبارة عن رسوم بيانية تمثل تحليلاتها للتغير المرعب في انحدار بيانات انتشار الوباء في اقطار العالم خلال الستون يوم الماضية، فحينما ترى مقدار التضاعف الاسي وكيف ان الحالتين تتحول الى خمسون الف حالة في فترة اسبوعين بدول امكانياتها متقدمة تشعر بالفعل اننا لسنا بحاجة الى عزل المسئول المستهتر بقرارات العزل اليوم بل بحاجة الى محاكمته محاكمة عسكرية واعدامه رميا بالرصاص، المرحلة اليوم ليست مرحلة نشر وعود وتطمينات واهية بل مرحلة استعداد لحجر صارم قد يستمر فترة طويلة، المرحلة الحالية مرحلة تراحم وتآزر بين افراد المجتمع فنجاح الحجر يتطلب وقوف الاغنياء الى جانب الفقراء فالكل يعيش في قارب واحد، المرحلة الحالية تتطلب استعدادات لسيناريوهات اسوى من السيناريو الايطالي والاسباني و.... وهذا يتطلب الى حالة استنفار قصوى لاتصريحات معسولة واوهام ، كم سعة محاجركم وكم اجهزة تنفس بها وكم سيارات اسعافاتكم وكم مخزونكم الدوائي والغذائي وكم عدد سرائر مشافيكم واطبائكم بل كم وقود مولدات محطاتكم و..... واذا بقيتم على وضع الاستهتار فإننا سنسال كم عدد جرافات دفن موتاكم.