مرة أخرى عن فيروس كورونا ذلك المخلوق الصغير الذي لم يره المرء بالعين المجردة، الذي أرسله الله تبارك وتعالى ليبتلي به عباده في الأرض بعد أن طغى بعضهم على بعض وأكثروا في الأرض الفساد أنه ذلك المخلوق الصغير الذي قزم كبرى دول العالم وغير كافة قواعد الحياة للبشرية جمعاء وحصد عشرات الآلاف من الأرواح وما زال مستمر إلى أن يشاء رب العالمين، ومن المخاطر الأخرى المترتبة على ذلك هي انتشار المجامعة نتيجة الاضطرابات التجارية في الاستيراد والتصدير بسبب وقف الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية وإغلاق الحدود بين بلدان العالم وغير ذلك من الأسباب. وهذا ما سيؤدي إلى نقص حاد في الجانب الغذائي وبالذات في البلدان المستهلكة وغير الإنتاجية وفي ظل وجود الملايين من الناس المعتمدين على المساعدات الإنسانية وتحديداً في الوطن العربي، وفي المقدمة اليمن وسوريا، وحتى في البلدان الأكثر رخاءً توجد اليوم عشرات الملايين من الناس ممن فقدوا دخلهم اليومي ووظائفهم بسبب وقف الأعمال في جميع المجالات فقد باتوا اليوم بحاجة إلى المساعدة من دولهم، هكذا هو وضع العالم اليوم، فكيف إذا استمر الوضع السائد لأشهر قادمة؟ وأفضل الدول هي من تملك مخزون استراتيجي من المواد الغذائية لستة أشهر فقط فكيف بغيرها من الدول التي ليس لديها استراتيجية في ذلك الجانب. وما نحن من ذلك ببعيد ولذلك بات الأمر في منتهى الخطورة وباتت مئات الملايين من البشر معرضة للموت المحقق، إما من كورونا أو من الجوع، ولهذا بات الأمر يتطلب إلى العمل المشترك بين كافة دول العالم الغنية والفقيرة على حدٍ سواء في توفير الدواء والغذاء لكل محتاج هنا أو هناك والتعامل في هذه المرحلة العصيبة من منظور إنساني بعيداً عن السياسة ومبدأ الربح والخسارة وإيقاف كافة أشكال الخلافات والحروب الداخلية والخارجية لتوحيد كافة الجهود والإمكانيات لمواجهة الخطر الداهم للبشرية جمعاء ومن المؤشرات التي بدأت تلوح بالأفق فإن هذا العالم لم يعد ما بعد كورونا كما كان قبلها، وسيشهد هذا العالم جملة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتفكك بعض التحالفات الدولية والإقليمية السابقة وظهور تحالفات دولية وإقليمية جديدة باعتبار كورونا ظاهرة ربانية وحدث تاريخي عظيم لم يعرف له العالم مثيل وهي عبرة لمن يعتبر فاعتبروا يا أولي الألباب.