تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية تسخير القضاء المختطف من أجل تصفية خصومها في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، فيما رفعت وتيرة تصعيدها العسكري في الحديدة. وأصدرت الميليشيات الحوثية حكماً بالإعدام، الأحد، على جهاد أحمد الحاج، أحد أفراد الأمن المحسوب على «الحراك التهامي» السلمي في محافظة الحديدة، غرباً، وذلك بعد يوم من إصدار حكم بالإعدام بحق 4 صحافيين يمنيين، وسجن 6 آخرين، ووضعهم في الإقامة الإجبارية لمدة 3 سنوات. وقال مصدر في «الحراك التهامي» السلمي في مدينة الحديدة، رفض الكشف عن هويته خوفاً من الملاحقة من قبل الانقلابيين، في تصريح ل«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية أعدمت جهاد أحمد الحاج بتهمة قتل القيادي الحوثي دهمان حسين دهمان». وأوضح أن «الحاج هو أحد أفراد الأمن في الحديدة، وقد تم فصله من عمله من قبل القيادي الحوثي دهمان الذي كان يعمل أيضاً ضابطاً في إدارة الأمن، وسبب فصل الحاج من عمله كونه كان محسوباً على الحراك التهامي السلمي». وأشار إلى أن «القيادي الحوثي دهمان معروف عنه البلطجة ونهب الأراضي وممارسة الانتهاكات بحق المدنيين والأفراد الذين كانوا تحت قيادته». وأكد ذات المصدر أن «جماعة من عناصر الحوثي الانقلابية حاولت في السابق اقتحام السجن المركزي بالحديدة قبل صدور حكم الإعدام لإخراج جهاد الحاج وتصفيته بطريقتهم، غير أن السجناء رفضوا، وحموا الحاج من بطش الانقلابيين والتنكيل به، لكنهم لم يستطيعوا حمايته من المحاكمة الصورية من قبل القضاء المسخر لهم». وكانت محكمة جنوبالحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية الانقلابية قد أصدرت حكماً في أبريل (نيسان) 2018 بإعدام جهاد الحاج بتهمة اغتيال القيادي الحوثي دهمان حسين دهمان، يوم الخميس، الموافق 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، أمام مبنى إدارة أمن محافظة الحديدة. واتهم الحراك التهامي السلمي ميليشيات الحوثي الانقلابية ب«اغتيال جهاد الحاج بواسطة قضاء صوري، وقتله مع سبق الإصرار والترصد، لا لشيء إلا لأنه رفض الظلم الواقع عليه من قبل المدعو دهمان حسين دهمان». وقال في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الحراك التهامي السلمي يعلن رفضه التام لجميع المزاعم التي تدعي أن الشهيد البطل كان قاتلاً. فالشهيد لم يكن قاتلاً، ولم يكن يعاني من أي مشكلات نفسية، بل كان في كامل قواه العقلية، وهو مناضل ثوري ضد الظلم والتهميش والإقصاء الذي تعرض له هو وزملاؤه وأبناء جلدته أبناء تهامة الأحرار». وأضاف: «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ استشهاد المناضل البطل جهاد أحمد الحاج على أيدي ميليشيات الحوثي الإجرامية (سلطة الأمر الواقع في صنعاء) التي نفذت حكم الإعدام الجائر الصادر ضد الشهيد صباح الأحد 20 شعبان 1441ه الموافق 12 - 4 - 2020م مدعية أنه قام بقتل المدعو دهمان حسين دهمان الحوثي في إدارة أمن الحديدة عام 2017م». وذكر البيان أن «المحاكمة التي تمت منذ عامين تعتبر من الناحية القانونية محاكمة (صورية)، ومن الناحية الإجرائية باطلة أيضاً، والحكم الذي صدر ضد الشهيد جهاد هو حكم مسيس شكلاً ومضموناً». وأكد الحراك التهامي أن «قضية الحاج هي قضية سياسية بكل معنى الكلمة، وليست قضية جنائية. وليست قضية شخصية، بل هي قضية تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية لصالح ميليشيات الحوثي الإجرامية، وذلك من خلال إخضاع أبناء تهامة لسلطتهم، كي يستمر نهبهم لتهامة الأرض وتهميش وإقصاء الإنسان التهامي، ومن سيثور وينتفض يتم تلفيق القضايا السياسية لهم، وتتم تصفيتهم من خلالها». وأن «تهامة محتلة من قبل الميليشيا الحوثية الانقلابية» وتوعد الحراك التهامي السلمي «قتلة الشهيد بمتابعتهم وملاحقتهم لإنصافه منهم، وإن حسابهم لعسير ويوم الجزاء أوشك على الحلول ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون». وفي السياق، تواصل جماعة الحوثي الانقلابية تصعيدها العسكري وخروقاتها للهدنة المعلنة من قبل قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في محافظة الحديدة الساحلية. وشنت الجماعة لانقلابية، الاثنين، قصفاً مكثفاً على منازل ومزارع المواطنين في مديرية حيس، جنوبالحديدة، وفق ما أكدته مصادر محلية نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي. وقالت المصادر إن «الميليشيات أطلقت 7 قذائف هاون عيار 120 على منازل المواطنين وسط مدينة حيس، ما أسفر عن أضرار في منازل وحالة من الهلع في نفوس المدنيين ولا سيما الأطفال والنساء». وأضافت أن «الميليشيات قصفت مزارع المواطنين شرق المدينة ب8 قذائف هاون عيار 82 تسببت بأضرار بالمحاصيل الزراعية». وأكدت «العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن رفعت من وتيرة خروقاتها للهدنة الأممية ووقف إطلاق النار في محافظة الحديدة؛ حيث كثفت الميليشيات من قصفها على الأحياء والقرى السكنية ومواقع القوات المشتركة بمختلف أنواع الأسلحة». وقال مصدر عملياتي في القوات المشتركة إن «الميليشيات استهدفت الأحياء السكنية في مديريتي حيس والتحيتا بقذائف الهاون وقذائف آر بي جي، وبسلاح الدشكا وعيار البيكا والقناصة وعيار 12.7 5.14 وإن القرى السكنية في منطقة الجبلية نالت نصيباً من الخروقات الحوثية بعدد من قذائف الهاون عيار 82 وقذائف آر بي جي». وذكر أن «عملية القصف خلّفت حالة من الذعر والهلع والخوف في أوساط المدنيين القاطنين بمنازلهم في تلك المناطق»، مؤكداً أن «الميليشيات استهدفت مواقع القوات المشتركة في منطقة الفازة وكيلو 16 شرق مدينة الحديدة والجاح بعشرات قذائف المدفعية، بالإضافة إلى رماية بمختلف العيارات». وأكد «التزام القوات المشتركة بوقف إطلاق النار الشامل وضبط النفس في خطوط الاشتباك مع حق الرد المشروع لحالات الدفاع عن النفس بالجبهات».