احكموا مخططاتكم واسلكوا كل الطرق المنحنية والملتوية واستخدموا مختلف أنواع الخُدع والحيل ، ادخلوها ، كيفما شئتم، بالهاوزر فاتحين أو بمفارش الأسفنج نازحين، على ظهور الدبابات ادخلوها أو على أجنحة الفيروسات والأسقام، ابتكروا من الوسائل والسبل ما ترون أنها ستحقق لكم مآربكم وتوصلكم إلى غاياتكم ومقاصدكم ، لكنكم اعلموا أنه لن يطول بكم المقام فيها كثيرا ً، وستعودون منها بحوافركم كما أتيتم، إن بالرضا ستخرجون منها أو مكرهين، فقرٌة الجنوب "المهرة"ودرٌته"سقطرة" ولن نفرٌط بحبةٍ واحدةٍ من حبات رملها، ولا بنسمةٍ واحدةٍ من هبات نسيم بحرها . إنها أرضنا، أرض العدني والحضرمي، أرض الصبيحي والصعيدي والضالعي والكازمي والقميشي واليافعي والفضلي أرض القعيطي والعولقي والعوذلي والعبدلي،على مرٌ السنين دافع عنها أجدادنا الأوائل وحررها آباؤنا من الأستعمار البريطاني البغيظ، ثم ما بعد الإستقلال سلخوا أجمل أيام أعمارهم وهم يتنقلون في شعابها وهضابها، شعارهم يد تبني ويد تدافع،بعد أن ذاقوا طعم الحرية وعرفوا معنى الكرامة، فامتزجت حصى وكثبان قلنسية وحوف ورماة وثمود بقطرات عرق جباههم،ولاتزال على تخومها آثار متارسهم حينما كانوا يصدون عنها كل دالجٍ ووالجٍ، الكثير منهم رحل وما تبقى على وشك الرحيل، لكنهم ما بخلوا أدٌوا ماعليهم، وتركوا لنا أرضنا عذراء، بكراً، مشاعةً بيننا، من سقطرة إلى المهرة إلى شقرة إلى سناح وكرش وطورالباحة ، فكلها أرض الجنوبي أخو الجنوبي ابن الجنوبي . فليس منا من شايع الغزاة وتحالف معهم ضدنا . وليس منا من بأيديهم يقتلنا ويسفك دمنا . وليس منا كل من ينضوي في أحزابهم ليعيدنا مرةً أخرى إلى بين مخالبهم وأنيابهم وليس منا من فرٌط في تضحيات أجدادنا وآبائنا ودماءشهدائنا . وليس منا من هادن أو تعاون أو سهل لهم استباحة أرضنا وعرضنا وليس منا أبداً ،أبداً من لا يغار على الوطن .