تقلصت او تكاد اختفت في اليمن بشطريه برامج الساسة والأحزاب التي تعمل لصالح الوطن والناس.. وإن بقى القليل المخلصون أكيد سيختفوا بين السطوع الأكبر لمنهجية الجماعة السياسية التي تستأثر بالقوة والقرار الطارد والمانع لأي منافع لخدمة الوطن والمواطن. براهين ودلائل تؤكد سطوع هذا النهج والسلوك تتجلى في شتات الدولة والمعاناة المزمنة للبسطاء وانخراط القبائل والعسكر في حروب بلا نهايه تعزز الغطرسة والاستحواذ ورفض قضايا البناء وإصرار كبير على ترسيخ القوه المفرطة عبر القبيلة والطائفة والموروث ومنع اي قضايا أخلاقيه وإنسانيه ترجو الخير وتخفيف متاعب الناس.. مشاهد تتبدى بوضوح في ترنح الحياه وتدمير الخدمات وابتلاع مخصصات التنمية ومنع الكهرباء وغياب العدل والمروئه والبغي والاستقواء. جميع هؤلاء يعلنون عن رفع رايات التحرير وشموخ الوطن والعدل والكرامة..بنما هم بأنفسهم من يقصفون الارض والبلاد والعباد شمالا وجنوبا. جماعات وبرامج ومناهج لا تخدم وطن ولا دوله ويوجد لديهم استعداد تام ان تظل الأوضاع هكذا مشتته يسودها القمع والمظالم لفترة الف عام قادمة..هم مستأنسون بهذا الوضع ومقتنعون انه الافضل وان ظلت البلاد تسفك دم وانتكاسات.. اذن لقد طارت الطيور بأرزاقها وعشعشت في مصالحها وموروثها وتركت ثلاثين مليون يواجهوا مصيرهم امام نهج جديد وفكر جديد مستفز وقوه مفرطة لا تقبل الا نفسها. مشهد عنيف وعفن للجهل وغير انساني ومتصلب ومتغطرس يعمل خارج الدين والولاء والمروئه والمشاعر الإنسانية ويعمل بتحدي صارخ في حدود ضيقه ومختزله تختص بفكر القبيلة والعسكر والطائفة ومصالحها فقط. والله المستعان..