بمجرد أن أعلن موقع "استاد الدوحة" المقرب من دوائر صنع القرار داخل قناة الجزيرة الرياضية فوز "البرتقالية" بحقوق نقل الدوري الإنكليزي الممتاز بداية من الموسم المقبل حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر". وتفاعل نشطاء ومرتادو موقع التغريدات القصيرة الشهير مع خبر حصول الجزيرة الرياضية على حقوق نقل مباريات البريمير ليغ حصرياً على قنواتها المشفرة إيجاباً وبشكل كبير وسيطر النقاش وإبداء الرأي والملاحظات في ساحات الفضاء الإلكتروني.
وبدت السعادة طاغية للغاية على جزء ليس بالقليل من محبي الساحرة المستديرة في تويتر بسبب حصول الجزيرة الرياضية على البطولة الكروية الأكثر مشاهدة والأعلى دخلاً للأرباح عالمياً كون الدوري الإنكليزي يحفل بتنافسيّة قل نظيرها في باقي الدوريات في القارة العجوز لما يضمه من أندية كبيرة على غرار قطبي مدينة مانشستر وثلاثي عاصمة الضباب لندن وصاحب الأمجاد والبطولات التاريخية ليفربول.
وقال البعض ممن هللوا لظفر البرتقالية بحقوق البطولة الإنكليزية أنهم سيسارعون بالاشتراك بصورة رسميّة وشرعيّة بقنوات الجزيرة الرياضية بعدما استحوذت الأخيرة بالطول والعرض على كافة المسابقات الكروية المنتشرة في القارات الست.
وبحصول الجزيرة على البريمير ليغ، يكون فقط الدوري الألماني فقط خارج سيطرة القناة القطرية إذ أنه يُنقل على شاشة دبي الرياضية منذ فترة غير أن محبي الكرة لن يجدوا صعوبة في مشاهدة مباريات البوندسليغا -خاصة مع تدريب الإسباني الشاب بيب غوارديولا للعملاق البافاري بايرن ميونيخ بداية من الصيف القادم- كونه يُبث على القنوات المفتوحة ولا يحتاج لخاصية "الدفع مقابل المشاهدة".
في الجهة المقابلة، أعرب البعض الآخر عن حسرتهم الشديدة بنقل مباريات الدوري الإنكليزي على شاشة الجزيرة الرياضية كون الاهتمام سيقل به بشكل لافت لعديد الأسباب والمبررات التي شرحوها خلال تغريداتهم القصيرة في تويتر خلافاً للوضع الحالي إذ تُولي قناة "أبوظبي الرياضية" اهتماماً كبيراً يستحق الإعجاب والثناء في الوقت نفسه.
وقال البعض ممن انزعجوا بالخبر بأن الجزيرة لن تستطيع إعطاء الدوري الإنكليزي حقه ومكانته المرموقة عالمياً كونها تهتم فقط بنادي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لهيئة الاستثمار القطرية بزعامة السيد ناصر الخليفي مدير عام قنوات الجزيرة الرياضية أيضاً.
كما أن "البرتقالية" تصب تركيزها على الغريمين الإسبانيين العملاقين، ريال مدريد وبرشلونة، وتتجاهل للأندية الكبيرة الأخرى مثلما يحدث في تغطية البطولات القارية على حد قولهم.
وألمح البعض إلى أن الفريق الكاتالوني الذي ترعاه مؤسسة قطر الخيرية سيضع شعار "الخطوط الجوية القطرية" مطلع الموسم المقبل على قميصه الكروي ما يزيد من حجم الاهتمام بكتيبة المدرب تيتو فيلانوفا ورفاق الأرجنتيني ليونيل ميسي رغم امتعاض مشجعي البارسا العرب مؤخراً من تقرير بثته البرتقالية على هامش مباراة الفريق الباريسي والبلوغرانا في إطار دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا واعتبروه إهانة وانحيازاً لطرف معين وتجرداً من المهنية والموضوعية.
واستدل ممن يميلون إلى مقولة أن "الجزيرة ستدفن الدوري الإنكليزي" إلى تجربة "الدوري الإيطالي" الذي يُنقل حصرياً على القناة القطرية وتم تهميشه لمصلحة الليغا الإسبانية رغم أن الأخير يُعرف رياضياً بأنه "جنة كرة القدم".
وحظي البريمير ليغ في عهد "أبوظبي الرياضية" بأهمية كبيرة ونُقل على قنوات "HD" عالية الجودة وبرامج متنوعة تهتم بتصريحات المدربين واللاعبين قبل المباريات وبعدها وتغطية شاملة قبل انطلاق الجولات وتحليل لأبرز لقطات الأسبوع.
ولم يُخف الكثيرون أن استحواذ الجزيرة الرياضية على البطولات العالمية منفردة سيؤثر سلباً على أسعار الاشتراكات والحصول على البطاقات وسيزيد حتماً من قيمة الأموال المطلوبة للانضمام لقنوات "البرتقالية" المشفرة.
وتملك الجزيرة الرياضية 3 قنوات رياضية مفتوحة- الجزيرة الأولى والثانية والعالمية- بالإضافة إلى قناة إخبارية خاصة بالشأن الرياضية علاوة على 10 قنوات مشفرة تنقل البطولات والمسابقات في جميع أرجاء العالم ناهيك عن القنوات فائقة الجودة المرشح زيادتها بصورة لافتة بانضمام البريمير ليغ.
وافتتحت الجزيرة الرياضيةً أيضاً قنوات رياضية باللغتين الإنكليزية والفرنسية " be in sport" ضمن خططها للتوسع والانتشار والسير على خطى شبكة قنوات سكاي العالمية.
وتضم الجزيرة الرياضية في صفوفها كوكبة لامعة من الإعلاميين الرياضيين مثل الجزائري الأخضر بريش والمغربي خالد ياسين والقطري محمد سعدون الكواري والسوري أيمن جادة والتونسي معز بو لحية علاوة على تواجد أسماء عالمية في عالم التحليل الرياضي.
أما على صعيد المعلقين فحدث ولا حرج فهناك التونسيين عصام الشوالي ورؤوف بو خليف والجزائري حفيظ دراجي والمصريين علي محمد علي وحاتم بطيشة والقطري يوسف سيف والمغربي جواد بدة.
وتنقل الجزيرة الرياضية إسبوعياً بطولات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والبرتغال وتركيا حصرياً على قنواتها المشفرة مع بعض الدوريات العربية.