قصة الراعي الكذاب مشهورة عندنا جميعاً، إذ كان ينادي النجدة، النجدة الذئب أكل أغنامي، ويتداعى كل أبناء القرية لإنقاذ أغنامه، ولكنهم يفاجأون بكذبه عليهم، فيعودون، فيعود إلى نفس الكذبة في اليوم التالي، فيتداعون لإنقاذ أغنامه، وهكذا حتى ملوا من كذبه، وتركوه، فحصحص الحق، وجاء الذئب، وأكل شويهاته كلها. ونحن اليوم في يمننا الحبيب كل يوم نقول خبراً، وسرعان ما نلقيه، أو ننفي صحته، أو نسكت عن التعليقات حوله، فقبل شهر تقريباً تم الإعلان عن أول حالة إصابة كورونا في اليمن، صاحب الشحر، وحفتها المتناقضات، والتصريحات المتضاربة، والتعليقات من هنا، وهناك، وبالأمس يتم تأكيد 5 حالات جديدة في عدن من قبل وزير الصحة، ومكتب الصحة في عدن ينفي ذلك، والوليدي يؤكد بمنشور، ثم يسحب منشوره، ولا ندري هل هي قصة الراعي الكذاب تتكرر في بلادنا. الانتقالي أعلن حالة الحظر، وسرعان ما رفعه قبل تطبيقه، وأصبح المواطن في عدن في حيص بيص، تتناوشه الأكاذيب، وتتناوشه التصريحات، ويعصف به انعدام الخدمات كالماء، والكهرباء، وسبل العيش الرغيد، فالطرقات محفرة، ومياه الصرف الصحي مفجرة، واختلطت بمياه الشرب في بعض الأحياء التي يزورها الماء في بعض الأيام. ويا شهاب يا كذاب الذئب ما أكل الأغنام، ونحن بدورنا نقول: هل سيحصل لنا قصة الراعي الكذاب مع أغنامه؟ هل سنظل نعيش بين كذب المسؤولين من هنا، وهناك حتى لا يصدقنا أحد في العالم؟ فكل العالم تعامل بشفافية مع هذه الوباء، ما عدا المسؤولين في اليمن في دولة الحوثي، وحكم الانتقالي الذاتي، وأراضي شرعية الشرعية، فلماذا هذا كله، شتتوا أفكارنا، وأرعبتمونا، حتى الوباء تسخرونه لمعارككم السياسية. كلمة أخيرة أوجهها للانتقالي الذي أعلن نفسه حاكماً لعدن، وما جاورها، أي أنه سيطر على جزء كبير من أقليم عدن، أقول له فيها شد حيلك فالمسؤولية اليوم على عاتقك، ونريد منكم دولة في أقليمكم، أما أقليم حضرموت سيتولاه أبناؤه، والشماليون يسدون مع أصحابهم، ولكن حدودك التي أعلنت عليها حكمك الذاتي، نريدها دولة، مش كل ساعة قرار، وتعليق القرار، فعندما تكون البدايات صحيحة، يكون النجاح، فهل أنتم فاعلون؟ ويا شهاب يا كذاب، مافيش كورونا عندنا، وسلمكم الله من كل شر.