هل وصل وباء "كورونا" اليمن ..؟ ، الجواب : نعم وصل وبل انه بات يتمدد في كل المحافظات والمدن اليمنية .. لا داعي للأستمرار في ممارسة تضليل وتزييف وعي اليمنيين .. على كل الأطراف السياسية المتصارعة ان تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية تجاة هذا الشعب الذي بات يتهددة الوباء العالمي الأخطر في تاريخ البشرية .. أعداد الوفيات في عدنوصنعاء وتعز في تزايد مستمر ومخيف وكذلك الحالات المسجلة فيها في تصاعد متواصل ومرعب ، حضرموت هي الأخرى أعلن عن تسجيل حالتي إصابة فيها ، كل ذلك يجري في مقابل حالة إرباك رسمية لا يحتاج تفسيرها إلى جهد مضني يستدعي الفهم والإستيعاب لما يدور في ظل أستمرار الضخ الدعائي المتعارض مع الحقيقة والتي تؤكد كل حيثياتها ومعطياتها بأن الوضع يتفاقم خطورة وكارثية لاتحتمل المزايدات والمناكفات والتوظيف السياسي لحقيقة الجائحة والتي أصبحت تنتشر في اليمن كأانتشار النار في الهشيم ..
في شهر إبريل الماضي كان لمنظمة الصحة العالمية الكلمة الفصل في إنهاء حالة الجدل والتي تمخضت عن الأعلان عن تسجيل أول حالة أصابة بوباء كورونا في مدينة الشحراليمنية شرقي اليمن بمحافظة حضرموت والتي أتضح فيما بعد بأنها حالة أشتباه تأكد خلوها من الفيروس لاحقا .. مايجري اليوم مختلف تماما عن كل التوقعات والتكهنات المؤيدة والمعارضة لحقيقة وصول الوباء إلى اليمن ..
الحكومة الشرعية في الخارج ليست بأحسن حال من خصومها في الداخل ، الحكومة الحوثية أو مايسمى بحكومة الأمر الواقع في صنعاء يبدو أنها أستسلمت لواقع الوضع الصحي المزري والذي ظلت تواجهة بصمت مطبق ، مؤخرا وبحسب التسريبات التي خرجت من أروقة جماعة الحوثيين ، تتحدث تلك التسريبات عن أعتزام الحوثيين الأعلان رسميا والأعتراف بحقيقة وجود الوباء وأنتشارة في صنعاء ومحافظات مجاورة لها وبشكل متسارع لم يعد يجدي معة التعتيم الإعلامي الحوثي أو يتسطيع التكتم عليه ونفيه ..
عاصمة اليمن المؤقتة عدن والتي ترزح تحت وطأة صراع الأطراف الداخلية والخارجية وبعيد أعلان "المجلس الأنتقالي الجنوبي" فرض الإدارة الذاتية والسيطرة على المؤسسات والدوائر الحكومية والذي تراجع عنة فيما بعد ، يبدو الوضع الصحي فيها مع أنتشار وباء كورونا وضعا صحيا مأساويا في ظل حالة الغياب الكامل للحكومة الشرعية وفي ظل فشل المجلس الإنتقالي على ملئ وسد الفراغ الذي نتج عن غياب الحكومة منذ أحداث أغسطس العام الماضي ..
بأعتقادي ان التصور العام لحالة أنتشار الوباء يؤكد بأن اليمنيين أمام خطر حقيقي ومدمر ولن يستثني أحد من كلفتة المتوقعة في حين ان جميع الأطراف اليمنية المتصارعة تفتقد للأمكانيات الصحية في حدها الأدنى لمواجهة الوباء ويبدو أنها فاقدة الوعي تماما ولا شيء يشغل أهتماماتها وأولوياتها غير الحرب وتحقيق المكاسب والأنتصارات العسكرية الصغيرة أمتثالا للأملاءات الخارجية على حساب شعب كامل يئن جوعا وفقرا ويوشك ان يفنئ وتفنئ إنسانيتة التي بات يتحكم فيها الفرقاء اليمنيون المتحاربون وهل مثل اليمنيون شعب في الدنيا تغتال إنسانيتة بكل دم بارد !