ألا تعلم أنك إن التزمت بالحجر الصحي في بيتك في ظل هذه الأوبئة التي نعيشها أن لك أجر شهيد وإن لم تمت؟ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني رسول الله صل الله عليه وسلم (أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله رحمة للمؤمنين، فليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بيته صابراً محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد).. صحيح البخاري.
فهل تعتقد أنه في تلك الأيام ما كانت الناس تعتمد على توفير قوتها من عملها اليومي، حتى تقول بنموت جوع لو بقينا في البيوت؟! ركز على كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم (صابرا محتسبا) صابر على كل شيء.. صابر على الجوع ومحتسب الأجر، صابر على البلاء وعلى التحول المفاجئ بحياتك ومحتسب الأجر، لأن الله عز وجل اقتضى ذلك، ووجب عليك أن ترتضي بقضاء الله وتسلم تسليماً.. ثم ركز على قوله صلى الله عليه وسلم (كان ذلك عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله رحمة للمؤمنين).. يعني تخيل لو نفذت الإجراء الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء في المنزل حين يحل الوباء وأتاك الموت وأنت في بيتك ستموت شهيدا.. وإن انتهى الوباء ومازلت على قيد الحياة فقد كتب الله لك أجر شهيد.. فأي نعمة أفضل من أن يكتب الله أجر الشهادة لك سواء توفاك أو أبقاك حيا. تخيل لو التزمت بالحجر الصحي المنزلي صابرا محتسبا وانتهى الوباء ومازلت على على قيد الحياة ستكون "الشهيد الحي".. فالأوبئة بالنسبة لنا نحن المؤمنين رحمة من الله سبحانه وتعالى. وأزمة كورونا والأوبئة الأخرى الحالية التي نعيشها فرصة لنا لا تعوض ليكون كل واحد منا شهيدا.. فقط طاوع حبيبك المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وابقَ في بيتك ولن يتركك الله تموت جوعاً.. وتذكر دائماً (الأزمات فرص).